دير الزور: عودة صعبة وسط الدمار والفقر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تواجه محافظة دير الزور وضعًا إنسانيًا واقتصاديًا شديد التعقيد، حيث تتكشف يومًا بعد يوم معاناة السكان العائدين إلى مدينتهم التي أنهكتها سنوات الحرب والدمار.

وبينما تحاول بعض العائلات العودة إلى منازلها المدمرة، يفضل آخرون البقاء في مناطق النزوح أو خارج البلاد، نظرًا لانعدام مقومات الحياة الأساسية.

نسب فقر مرتفعة

وقال محافظ دير الزور، غسان السيد أحمد، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، إن نحو 88% من سكان المحافظة يعيشون تحت خط الفقر.

وأضاف أن “الكثير من النازحين عادوا في الأشهر الأخيرة إلى ديارهم ليجدوا منازلهم متضررة بشكل لا يُحتمل”، بينما بقي آخرون بعيدًا عن مدينتهم لعدم توفر مأوى يمكن أن يحتضنهم.

مدينة غير قابلة للسكن

من جهته، أوضح بشار الحسن، أحد سكان دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24، أن المدينة مؤلفة من 26 حيًّا، منها 24 حيًّا غير قابلة للسكن بسبب الدمار الكبير.

وقال: “نسبة الدمار في كل منزل تقريبًا تتجاوز 70 إلى 90 بالمئة، وبعض المنازل مدمرة بالكامل بنسبة 100 بالمئة”.

وتابع: “الأهالي الذين عادوا من تركيا أو من الشمال السوري أو من محافظات أخرى تفاجؤوا بكمية الدمار، إضافة إلى غياب مقومات الحياة الأساسية”.

وأشار الحسن إلى أن “الوضع الاقتصادي للنازحين كان سيئًا جدًا، فلم تكن لديهم القدرة على إعادة الإعمار، وهو ما دفع كثيرين للاستقرار في أماكن نزوحهم سواء في تركيا، أو إدلب، أو الشمال السوري”.

تراجع في نسب العودة

ولفت الحسن إلى أن “نسبة العودة إلى دير الزور تتراجع يومًا بعد يوم”، مبينًا أن “قسمًا كبيرًا من السكان فضّل البقاء في عفرين أو إدلب أو تركيا، نظرًا لاستمرار الدمار وغياب الخدمات”.

وأضاف: “الكهرباء والمياه موجودة ولكن بشكل محدود جدًا، ولا تكفي لتهيئة بنية تحتية تساعد على عودة الناس إلى بيوتهم”.

البطالة وانعدام فرص العمل

أما أبو محمد، وهو من سكان دير الزور، أوضح في حديث لمنصة سوريا 24، معاناة الأهالي قائلاً: “المواطن يعيش بنقص حاد في فرص العمل، مع تفشي البطالة، ما يدفعه لفقدان معظم مقومات الحياة. بعض الأهالي يعودون ليعيشوا في بيوت مدمرة، لأنه لا خيار آخر أمامهم”.

واقع مأساوي بلا حلول قريبة

تتجمع هذه الشهادات لتعكس واقعًا مأساويًا يعيشه سكان دير الزور، فبين الفقر المدقع وغياب الخدمات وتفشي البطالة، تبقى عودة الحياة إلى طبيعتها في المحافظة بعيدة المنال.

ويؤكد الأهالي أن الحاجة ملحة إلى خطط إعادة إعمار عاجلة، ومساعدات دولية فاعلة، لتمكين الناس من العودة والاستقرار بدل البقاء في أماكن النزوح أو العيش بين أنقاض المنازل المهدمة.

مقالات ذات صلة