أفاد مراسل منصة سوريا 24 في حماة بأن الواقع التعليمي في بلدة كفر نبودة يدخل مرحلة حرجة مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وسط دمار شبه كامل للمدارس ونقص حاد في الإمكانيات.
ورغم اللجوء إلى استخدام الكرفانات كبديل للغرف الصفية، فإن هذه الحلول المؤقتة غير كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، كما أن معظمها غير جاهز بالكامل من حيث التجهيزات أو البنية التحتية، حسب تعبيره.
ووفق مراسلنا، فإن الوضع الراهن يثير قلق الأهالي، خاصة مع غياب المؤشرات على توفر مناهج تعليمية كافية أو بيئة مناسبة لبدء العام الدراسي، مما يجعل العملية التعليمية في البلدة مهددة بالتوقف، ما لم يتم التدخل بشكل عاجل لتأهيل المدارس أو توفير بدائل حقيقية.
عودة النازحين وتزايد الضغط على المدارس
وفي هذا السياق، أوضح أحمد القاسم من سكان كفر نبودة، في حديث لمنصة سوريا 24، أن البلدة تستضيف ما يقارب 2100 عائلة ممن عادوا من مخيمات الشمال السوري، مبينًا أن بداية العام الدراسي باتت هاجسًا كبيرًا يواجه العائلات هناك، وخاصة أن مدارس البلدة غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، والذين يتجاوز عددهم 2000 طالب بمختلف المراحل الدراسية.
وأضاف القاسم أن بعض العائلات رفضت العودة من المخيمات بسبب الواقع التعليمي المتردي، فيما تفكر عائلات أخرى بالعودة مجددًا إلى الشمال السوري هربًا من أزمة التعليم الحالية.
كرفانات تعليمية كحل إسعافي
من جانبه، قال عبدو بكور من أهالي كفر نبودة، في حديث لمنصة سوريا 24: “يوجد في كفر نبودة 11 مدرسة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، منها 7 مدارس مدمرة بشكل كامل، و3 مدارس مدمرة بشكل جزئي، ومدرسة واحدة فقط تم ترميمها. لكن هذه المدرسة غير قادرة على استيعاب جميع الطلاب”.
وأوضح بكور أن الحل المقترح والمعتمد حاليًا هو استخدام 12 كرفانة تعليمية كبديل للغرف الصفية، يتم توزيعها في مناطق المدارس المدمرة بشكل جغرافي متوازن، لتتناسب مع أماكن إقامة معظم الطلاب.
مخاوف جدية من انهيار العملية التعليمية
أهالي البلدة يرون أن هذه الكرفانات لا تمثل سوى حل إسعافي محدود، لا يمكن الاعتماد عليه على المدى البعيد، خصوصًا في ظل غياب خطط واضحة لإعادة تأهيل المدارس المدمرة أو توفير بنية تحتية تعليمية مستدامة.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد 2025-2026 وسط ظروف استثنائية، تبقى مخاوف الطلاب وذويهم كبيرة من انهيار العملية التعليمية في كفر نبودة، ما لم تتحرك الجهات المعنية والمنظمات لدعم هذا القطاع الحيوي، وضمان حق آلاف الأطفال في التعليم.