عندان.. عام دراسي جديد بمدرسة وحيدة مكتظة بالطلاب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بينما شهدت معظم المحافظات السورية افتتاح آلاف المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد 2025 – 2026، تواجه مدينة عندان في ريف حلب الشمالي واقعًا مختلفًا، إذ لا تزال العملية التعليمية هناك تعاني من مشكلات كبيرة، أبرزها قلة المدارس المؤهلة وغياب الكادر التدريسي.

قال الأستاذ عمر ليلى، مدير المدرسة الوحيدة التي استقبلت الطلاب هذا العام، والمكلّف بمتابعة المدارس من قبل بلدية عندان، في تصريح خاص لموقع سوريا 24: “حتى اليوم لا يوجد أي معلم مكلّف من قبل مديرية التربية، ما يجعل المدرسة تعمل دون كوادر تدريسية كافية. لدينا مدرسة واحدة فقط استقبلت الطلاب، بينما مدرسة أخرى جرى ترميمها من قبل فريق ملهم، كان من المفترض أن تُسلَّم منذ شهر، لكنها لم تُفتتح بعد”.

وأوضح ليلى أن البلدية رفعت طلبًا لإحداث ست مدارس جديدة، إلا أن الموافقة لم تصدر حتى الآن، مضيفًا أن النقص الحاد في المقاعد الدراسية أجبر الأهالي على إطلاق مبادرة شعبية لتأمين بعضها، فيما يجري العمل على مبادرة جديدة لتجهيز مدرستين إضافيتين، نتيجة تأخر المنظمات في تنفيذ مشاريع الترميم.

وبحسب مدير المدرسة، فإن أعداد الطلاب في مدينة عندان وصلت مع اليوم الأول من العام الدراسي إلى نحو 1500 طالب مسجّل، مع وجود طلاب آخرين لم يلتحقوا بعد.

وأوضح أن المدرسة الوحيدة تعمل بنظام الفوجين:

• الفوج الصباحي يضم أكثر من 400 طالب من الصفوف الابتدائية.

• الفوج المسائي يضم العدد نفسه تقريبًا.

في المقابل، تم تأجيل دوام طلاب الإعدادي والثانوي “بسبب عدم جاهزية المبنى وضيق المساحة”، وفق ما أكده ليلى.

وأشار المصدر إلى أن أربع مدارس في المدينة وُعدت بترميمها منذ أشهر، لكن حتى الآن لم يبدأ العمل بها، ما يفاقم مشكلة الاكتظاظ.

ولفت إلى أن التعليم في عندان يعتمد بشكل كبير على المبادرات الأهلية لتعويض غياب الدعم الرسمي وتأخر المنظمات، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على الأهالي والمعلمين معًا.

وفي تصريح خاص آخر لـ”سوريا 24“، قال أحد المعلمين في عندان (رفض الكشف عن اسمه): إن “الصعوبات التي نواجهها كبيرة، والحقيقة أن المدينة تعاني من تهميش واضح في كافة القطاعات منذ تحرير سوريا، فالأولوية تُعطى للمناطق المحررة حديثًا والمدن الكبرى، والريف نخشَى ما نخشاه أن يعود منسيًا كما كان في السابق”.

من جانبه، قال محمد، وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة عندان الوحيدة: “في اليوم الأول كان الصف مزدحمًا جدًا، أكثر من أربعين طالبًا في الغرفة الواحدة، أحيانًا لا نجد مقاعد نجلس عليها، فنقف طوال الحصة. أحب المدرسة لكن الوضع صعب، وأتمنى أن يكون عندنا مدارس أكثر ومعلمين يساعدونا”.

يأتي هذا الواقع في وقت أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم أن أكثر من 4 ملايين طالب وطالبة التحقوا بمدارسهم مع بداية العام الدراسي الحالي، موزعين على ما يقارب 12 ألف مدرسة في مختلف المحافظات، لكن حالة عندان تعكس التباين الكبير في ظروف العملية التعليمية بين منطقة وأخرى، إذ تتوقف جودة التعليم هناك على حجم المبادرات الشعبية، في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية والمنظمات المعنية.

مقالات ذات صلة