تشهد مدينة القصير في ريف حمص الغربي تدهوراً ملحوظاً في واقع التغذية الكهربائية، وسط شكاوى متزايدة من السكان حول انقطاع التيار لساعات طويلة، وضعف البنية التحتية للشبكة، وغياب التغطية الإعلامية الكافية لنقل معاناتهم.
بعض الأحياء بلا كهرباء
أفاد رضوان مطر، أحد سكان مدينة القصير، في حديث لمنصة سوريا 24، بأن التغذية الكهربائية لا تتجاوز ثلاث ساعات يومياً في أحسن الأحوال، مشيراً إلى أن بعض الأحياء السكنية “تعيش في ظلام تام” بسبب غياب التيار الكهربائي بالكامل.
وأضاف مطر أن العديد من أعمدة الإنارة العامة في المدينة “خالية من الأسلاك”، ما يفاقم من مخاطر الحركة ليلاً ويُضعف من مستوى الخدمات الأساسية.
ووصف مطر واقع الخدمات في المدينة بأنه “سيئ جداً”، مستخدماً عبارة “مدينة منكوبة” للتعبير عن حجم التراجع في البنية التحتية والخدمات العامة.
كما أشار إلى “ضعف التغطية الإعلامية” التي، بحسب قوله، تحول دون إيصال صوت السكان إلى الجهات المعنية أو الرأي العام.
نقص حاد في المحولات والأعمدة والخطوط المغذية
من جهته، أكد طارق حصوة، رئيس مجلس مدينة القصير في حديث لمنصة سوريا 24، على وجود أزمة هيكلية في شبكة الكهرباء، مقدماً أرقاماً مفصلة عن حجم النقص في المكونات الأساسية للشبكة:
– نقص في محولات الكهرباء: بلغ عددها 8 محولات غير متوفرة.
– نقص في الأعمدة: يقدر بنسبة 50% من الحاجة الفعلية.
– نقص في شبكات التوصيل: يعادل 50% من المطلوب لتغطية المدينة.
وأوضح حصوة أن الخط الكهربائي المغذي للمدينة، القادم من محطة جندر، “يعتمد على خط واحد فقط”، في حين أن المواصفات الفنية والاحتياطية تتطلب وجود خطين أو ثلاثة لضمان استمرارية الخدمة وتقليل الأعطال.
وأشار إلى مشكلة إضافية تتمثل في “التعديات على الشبكة المتبقية”، حيث يقوم بعض السكان بتوصيلات غير شرعية “بحجة غياب العدادات”، ما يزيد الضغط على الشبكة ويتسبب في أعطال متكررة وانقطاعات غير مبرمجة.
تراكمات وغياب للصيانة والتوسع
لا تأتي هذه الأزمة من فراغ، بل هي نتيجة سنوات من التدمير خلال النزاعات السابقة، وتفاقمت المشكلة مع النمو السكاني العائد والزيادة في الطلب على الطاقة، دون مواكبة في البنية التحتية أو الدعم اللوجستي من الجهات المعنية.