الحماميات بريف حماة: عودة محفوفة بالموت بين ركام الألغام

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بدأ أهالي قرية الحماميات في ريف حماة الشمالي بالعودة تدريجياً إلى بيوتهم المدمرة، آملين استعادة حياتهم الطبيعية. غير أن هذه العودة سرعان ما تحولت إلى رحلة محفوفة بالخطر اليومي، بسبب الانتشار الكثيف لمخلفات الحرب من ألغام وقذائف غير منفجرة,

ورغم محاولات الأهالي ترميم بيوتهم والبدء بحياة جديدة، إلا أن الانفجارات المتكررة تعيدهم إلى مربع الخوف، إذ سجلت في الأسابيع الماضية عدة حوادث أودت بحياة مدنيين وأصابت آخرين بجروح بالغة، ما تسبب بحالة من الهلع والتردد لدى كثيرين ممن كانوا يستعدون للعودة من المخيمات.

ذاكرة مشبعة بالمعارك والألغام

يقول تامر هليل، وهو من أبناء القرية الذين عادوا إليها مؤخراً، في حديث لمنصة سوريا 24: “كانت الحماميات من عام 2013 حتى عام 2019 الخط الأول للمعارك العسكرية، ووقعت فيها العديد من المعارك، وعلى إثرها تم تلغيم القرية على ثلاث دفعات، إذ توجد فيها كمية كبيرة من الألغام، ولا توجد خرائط تُبيّن مواقعها، ومع عودة الأهالي بعد التحرير، حدثت العديد من الحوادث والانفجارات”.

ويضيف هليل أن خطورة الموقف لا تتوقف عند حوادث الإصابات الفردية: “حتى اليوم، انفجرت ألغام بسيارة الخدمات ثلاث مرات، إضافة إلى أن الناس يخافون إزالة الركام عن منازلهم بسبب كثرة الألغام أو احتمال وجودها، وحتى الآليات الثقيلة لا تجرؤ على الدخول إلى القرية خشية انفجارها”.

وبحسب شهادته، فإن آخر الانفجارات وقع في 23 أيلول/سبتمبر الجاري، حيث انفجر لغم في “بلدوزر” وأصيب السائق بجروح طفيفة، لكنه يؤكد أن مثل هذه الحوادث تزرع الخوف الدائم بين الأهالي: “هذا الحادث يجعل الناس يحسبون ألف حساب قبل أن يعودوا إلى قريتهم، ويخشون أن يخرج أبناؤهم أو أطفالهم إلى الشارع أو أي مكان في القرية”.

قلق مضاعف يعرقل العودة

من جانبه، يوضح فواز الرشيد، أحد العائدين إلى القرية في حديث لمنصة سوريا 24، أن عودة الناس ما زالت محدودة للغاية: “أتمنى أن ينظروا إلى شأن هذه القرية بنظرة جيدة، فأهلها ينتظرون عودة إخوتهم؛ لأن الناس في المخيمات حتى الآن أغلبهم يخافون من العودة إلى القرية بسبب الألغام المخبأة تحت الأنقاض، يضاف إلى ذلك أنه يُمنع إزالة الأنقاض المهدمة حول بيوت القرية، وبالتالي فإن الوضع ما زال غير آمن ومخيف جداً”.

عودة رغم الخطر

أما محمد أحمد الحسن، وهو من السكان العائدين أيضاً، فيصف الوضع في حديث لمنصة سوريا 24: “نعيش واقعاً مأساوياً بسبب الألغام المنتشرة بكثرة، عدنا من المخيمات ولكننا بخطر دائم، خاصة أننا نتفاجأ كل يوم بانفجار على الطرقات أو بالقرب من البيوت”.

وتابع: “نعيش حالة رعب وخوف على أطفالنا وأنفسنا، لقد عدنا من المخيمات رغماً عنا، وغامرنا بالعودة لكننا نعيش برعب دائم بسبب الألغام”.

حياة مؤجلة

ومع غياب خطط جدية لإزالة الألغام أو حتى خرائط تحدد مواقعها، يبقى الأهالي عالقين بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في المخيمات حيث الفقر والحرمان، أو العودة إلى قريتهم التي لا تزال مزروعة بالموت، حسب تعبيرهم.

وفي ظل هذا الواقع، وحسب مراسل منصة سوريا 24 في حماة، يطالب الأهالي بضرورة تدخل عاجل من الجهات المختصة والمنظمات الدولية المعنية لنزع الألغام وتأمين القرية، باعتبار ذلك المدخل الوحيد لإعادة الحياة الطبيعية إليها، وإنهاء سنوات من النزوح والخوف.

مقالات ذات صلة