بالتعاون بين جمعية شريان الحياة وجمعية نبض التغيير، وبإشراف الإدارة المدنية في داريا، أُقيمت في المركز الثقافي بالمدينة ورشة توجيهية بعنوان “بوصلتك الجامعية – اختر مستقبلك.. حدّد طريقك”، بمشاركة نحو ستين طالبًا وطالبة من مختلف المراحل، وذلك تزامنًا مع اقتراب صدور نتائج المفاضلة الجامعية.
الورشة، التي غلب على حضورها الطالبات، سعت إلى مناقشة التحديات التي يواجهها الشباب عند اختيار الفرع الجامعي، وكيفية المواءمة بين رغباتهم الشخصية وتوقّعات الأهل والمجتمع، إضافة إلى التعرّف على آليات التسجيل وخيارات المستقبل.
آية العبار، منسقة الجلسة وابنة مدينة داريا، أوضحت أن الهدف من الورشة هو فتح مساحة للنقاش تساعد الطلاب على تجاوز الحيرة التي يعيشونها، وقالت في مداخلتها:
“كان واضحًا أن كثيرًا من الطلاب يعيشون حالة قلق وخوف من الاختيار الخاطئ، لذلك سعينا من خلال الجلسة إلى تقديم تجارب واقعية ونصائح عملية، تؤكد أن على الطالب أن يحدّد تخصّصه بما يتناسب مع ميوله وقدراته، حتى لو لم يكن ذلك الخيار يحظى بقبول المجتمع. المهم أن يكون مقتنعًا بمساره ليستطيع النجاح فيه”.
أما الطالبة رهف شماشان، المُقبلة على دخول الجامعة، فقد شاركت تجربتها لـ”سوريا 24″، قائلة:
“كان لدينا الكثير من الأسئلة التي حيّرتنا وأدخلت الخوف إلى قلوبنا، ولم نكن واثقين من أننا سنُجيب بالشكل الصحيح. لكن من خلال هذه الورشة شعرنا بالاطمئنان أكثر، وتعلّمنا أن نضع قدراتنا قبل الشهادة الجامعية، وأن نبحث عن المجال الذي يمنحنا فرصة للتعبير عن أنفسنا وهويتنا. هذه الجلسة كانت محفّزة وجميلة، وأعطتنا ثقة أكبر باتخاذ القرار”.
إذ يواجه طلاب الجامعات في ريف دمشق تحدّيات متزايدة، أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل تكاليف التعليم والسفر إلى الجامعات عبئًا ثقيلًا على عائلاتهم، إضافة إلى ضغوط المجتمع في تحديد مساراتهم المستقبلية.
كما أن كثيرًا من الطلاب يشعرون بغياب الدعم النفسي والتوجيهي الكافي داخل المدارس، ما يجعلهم يدخلون مرحلة المفاضلة بحيرة كبيرة. ومن هنا جاءت أهمية هذه الورشات التي تعطي الطلاب مساحة للنقاش وتوفّر لهم أدوات عملية لاتخاذ قرارات أكثر وعيًا.
واختُتمت الجلسة بتأكيد المشاركين على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات في داريا، لما توفّره من دعم نفسي وتوجيهي للطلاب، وتُساهم في تعزيز وعيهم بخياراتهم المستقبلية.