جسور مؤقتة تتحول لعبء على أهالي ريف الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

مرّت أكثر من سبع سنوات على سيطرت قوات قسد على ريف الرقة وطرد تنظيم داعش منها، ومع ذلك ما تزال الجسور المعدنية المؤقتة التي وُضعت عقب انتهاء المعارك قائمة فوق قنوات الري والأودية. تلك الجسور التي كانت يومًا ما ضرورة عسكرية وإنسانية لضمان استمرار حركة التنقل، تحوّلت اليوم إلى مصدر معاناة يومية للسكان.

فخلال المعارك ضد التنظيم، لجأت القوات المهاجمة إلى تدمير الجسور الإسمنتية الرئيسة لقطع خطوط إمداده. ولتأمين بديل سريع يربط القرى بالطرق الحيوية، جرى تركيب جسور معدنية مكوّنة من أجزاء متصلة. غير أن بقاءها حتى اليوم دون استبدال بجسور دائمة أدى إلى تدهور حالتها تدريجيًا، وهو ما انعكس سلبًا على حياة الأهالي.

رياض العبد، من قرية الكالطة، أوضح في تصريح لمنصة سوريا 24 أن وجود هذه الجسور كان حلاً مؤقتًا بعد الحرب، لكنه لم يتوقع أن تستمر لسنوات طويلة. فيما عبّر محمد القاسم، مزارع من قرية العبارة، عن استيائه قائلاً لمنصتنا: “لم تعد هذه الجسور تتحمل أوزان العربات الثقيلة، وغالبًا ما تتصدع، مما يعيق نقل المحاصيل بين القرى والأسواق”.

أما أبو نصر من قرية حزيمة، فقال لـ سوريا 24 إن هذه الجسور لم تعد مجرد هياكل معدنية، بل رمز مؤلم يذكّر الأهالي بمرحلة الحرب، مؤكّدًا أن المنطقة بحاجة ماسة لجسور إسمنتية دائمة تعيد الإحساس بالحياة الطبيعية.

تفاقم المشكلة يظهر اليوم بوضوح على الطرق الرئيسة في ريف الرقة؛ فالجسور المتهالكة لا تعرقل فقط حركة السيارات والشاحنات، بل تشكّل أيضًا خطرًا على السلامة العامة، خاصة مع ازدياد النشاط الزراعي والتجاري.

وبحسب مصادر محلية تحدّثت إلى سوريا 24، فإن استمرار الاعتماد على هذه الجسور المؤقتة يعكس بطئًا في وتيرة إعادة الإعمار وتراجع الدعم المخصص للبنية التحتية. لذا يطالب السكان الجهات المعنية بالتحرك العاجل لاستبدالها بجسور حديثة تضمن الأمان وتلبي احتياجات الحياة اليومية.

ويبقى أمل الأهالي، كما رصدت سوريا 24، أن يحظى هذا الملف بأولوية ضمن خطط إعادة الإعمار، إذ لا تُعد الجسور مجرد وسائل للمرور، بل شرايين حيوية تربط القرى بالمدينة وتشكل ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد المحلي وتحسين حياة المواطنين.

مقالات ذات صلة