يوليانا عيسى دنحو: إبداعات يدوية من القامشلي إلى العالم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في الرابعة عشرة من عمرها فقط، استطاعت الطالبة يوليانا عيسى دنحو أن ترسم لنفسها مساراً استثنائياً يجمع بين التميز الدراسي والإبداع الفني. هي ابنة الصف التاسع وعضو نشط في مجموعة “المشاريع الصغيرة”، لكنها في الحقيقة تحمل روحاً أكبر من عمرها بكثير.

بداية الحكاية

بدأت قصة يوليانا منذ نعومة أظفارها. ففي سن الخامسة كانت تصنع الخواتم والأساور من حلقات مطاطية صغيرة، تعتبرها كنزاً شخصياً لأنها من صنع يديها. تلك التجربة الأولى لم تكن مجرد لعبة طفلة، بل بذرة لشغف كبر معها خطوة بخطوة.

من الإكسسوارات إلى الحقائب

لم تكتفِ يوليانا بصناعة الإكسسوارات البسيطة، بل أخذها فضولها إلى تطوير مهاراتها. تابعت فيديوهات تعليمية لصناعة الحقائب على “يوتيوب”، وبدأت بالتطبيق العملي حتى أتقنتها. المواد التي تستخدمها اليوم بسيطة لكنها غنية بالمعنى: خيط نايلون، خرز، وأفكار تنسجها بخيالها أو وفق طلبات زبائنها. مصدر الإلهام يتنوع بين ذوقها الشخصي، واقتراحات العملاء، ومنصات إبداعية مثل “بينترست” و”إنستغرام”.

الدعم العائلي والانتشار

العائلة، وخاصة والدتها وشقيقتها، كانت السند الأول والداعم الأكبر. أما التسويق، فكان عبر صفحة احترافية على “إنستغرام”، سرعان ما جذبت الأنظار. ومن القامشلي تجاوز صدى أعمالها الحدود؛ لتصل طلبات من دمشق، وأخرى من بلدان أوروبية مثل ألمانيا والسويد وهولندا.

تحديات لم توقفها

رغم صغر سنها، لم تجد صعوبة في إقناع الناس بجمال منتجاتها، بل على العكس؛ الإعجاب والعبارات المشجعة كانت وقودها للاستمرار. ومع ذلك، تواجه تحديات حقيقية: ضيق الوقت خاصة في فترة الامتحانات، وصعوبة الحصول على المواد الأولية داخل منطقتها، مما يضطرها إلى طلبها من محافظات أخرى.

التوازن بين العلم والهواية

تضع يوليانا دراستها في المقام الأول، فهي تنجز واجباتها المدرسية قبل أن تنشغل بالتصاميم الجديدة. هذا التوازن منحها ثقة أكبر وأكد أن شغفها لا يتعارض مع تفوقها التعليمي.

المستقبل بعين الأمل

اليوم، تطمح يوليانا إلى إكمال مسيرتها الدراسية، لكنها ترى المستقبل بوضوح: ورشة عمل خاصة بها، ودورات تدريبية تنقل فيها خبرتها لغيرها من الفتيات الموهوبات.

رسالة يوليانا

تؤمن يوليانا أن الأمل هو البذرة الأولى للنجاح، وأن اليأس ممنوع مهما كانت البداية متواضعة. تقول لكل من يمتلك هواية:
“طوّروا مواهبكم، جربوا من جديد كلما تعثرتم، بالإصرار نحول المستحيل إلى ممكن.”

بهذا الإصرار والإبداع، تثبت يوليانا عيسى دنحو أن العمر ليس عائقاً أمام النجاح، بل قد يكون نقطة انطلاق لحلم أكبر.

مقالات ذات صلة