أثار إعلان الإدارة الذاتية عن تسعيرة شراء طن القطن الجديد عند 600 دولار استياء واسعاً بين مزارعي الرقة، الذين وصفوا السعر بأنه غير عادل ولا يغطي تكاليف الإنتاج المرتفعة، في ظل ظروف مناخية صعبة أثرت على المحصول بشكل كبير.
وأوضح المزارع علي الحسن من قرية تل السمن، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن موجة الحر الأخيرة أدت إلى انخفاض كمية الإنتاج بشكل كبير، حيث لم يتجاوز إنتاج الدونم الواحد 250 كغ، في حين بلغت تكلفة زراعة الدونم الواحد أكثر من 100 دولار. وأضاف: “نحن نعيش أزمة حقيقية، والسعر الحالي لا يغطي تكاليف الإنتاج ولا أجور العمال، وإذا استمر الوضع على هذا النحو، سنتكبد خسائر كبيرة، وقد نضطر لترك الزراعة.”
وفي نفس السياق، قال خالد المحمود، مزارع من قرية الحلو، في تصريح لمنصة سوريا 24: “تسعيرة القطن الحالية لا تأخذ بعين الاعتبار المصاريف الفعلية من بذور وأسمدة ومكافحة الآفات. نحن بحاجة إلى دعم من الجهات المختصة ومراجعة السعر بحيث يغطي التكاليف ويمنحنا هامش ربح معقول.”
كما أشار المزارع سامي العلي من قرية خنيز إلى الجهد الكبير الذي بذله المزارعون هذا الموسم رغم الظروف الجوية القاسية، موضحًا في حديثه لمنصة سوريا 24: “الثمن الذي حددته الإدارة الذاتية غير منصف ويهدد استمرارية زراعتنا. سأضطر إلى تخزين محصولي لحين إيجاد حل لهذه المشكلة، لأن بيعه بهذا السعر لن يغطي حتى التكاليف الأساسية.”
ويطالب المزارعون الجهات المعنية بدراسة الأسعار بشكل دقيق وفقًا لتكاليف الإنتاج الحقيقية، إلى جانب تقديم مساعدات ودعم لمواجهة آثار موجة الحر وظروف السوق المتقلبة. ويرى المزارعون أن استمرار الدعم وتحسين التسعيرة يسهم في المحافظة على هذا القطاع الزراعي الحيوي، ويضمن استقرار دخلهم ويحفزهم على الاستمرار في زراعة القطن، الذي يعتبر من المحاصيل الأساسية في المنطقة.
ويحذر المزارعون من أن استمرار التسعيرة الحالية دون مراجعة قد يؤدي إلى تعطّل زراعة القطن، ما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي ويهدد الأمن الزراعي والغذائي في الرقة، مؤكدين أن إعادة النظر في التسعيرة ودعم المزارعين أصبحت ضرورة ملحة لضمان استدامة الإنتاج الزراعي في المنطقة.