مع انطلاق موسم عصر الزيتون في ريف الرقة الشمالي، يعاني سكان قرية تشرين، ولا سيما في أحيائها الشرقية، من الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات معصرة عفرين المقامة بجوار منازلهم. هذه المشكلة السنوية باتت تؤثر بشكل مباشر على حياتهم وصحتهم، وسط مناشدات متكررة للجهات المسؤولة لإيجاد حلول عاجلة.
المعصرة التي أُنشئت تحت إشراف لجنة الزراعة في الرقة داخل بناء قديم ملاصق للقرية، تستقبل يوميًا كميات كبيرة من الزيتون. إلا أن عمليات العصر تخلّف نفايات عضوية لا يتم التخلص منها بشكل منتظم، مما يؤدي إلى تراكمها وانبعاث روائح حادة وغير محتملة، تزداد حدتها في أجواء الخريف المعتدلة.
وقال محمد العلي، أحد سكان القرية، في تصريح خاص لـ سوريا 24: “الروائح المنبعثة من معصرة عفرين تنتشر حتى داخل منازلنا، ولم نعد قادرين على فتح النوافذ. نطالب الجهات المسؤولة بالتحرك السريع لإنهاء هذه المعاناة.”
كما صرّحت فاطمة الحسن، ربة منزل من سكان تشرين، لـ سوريا 24: “أطفالي يعانون من الحساسية والربو، وهذه الروائح تزيد حالتهم الصحية سوءًا. في ظل موجات الزكام الخريفية بات الوضع لا يُحتمل.”
في حين أوضح ناصر العمر، من أبناء القرية، لـ سوريا 24: “الحياة اليومية أصبحت صعبة بسبب الروائح الكريهة التي تمنعنا من الجلوس في فناء المنازل أو حتى داخلها. من غير المقبول السماح بإنشاء معصرة بهذا القرب من الأهالي. نطالب الجهات المعنية بمراقبتها وإلزام القائمين عليها بقوانين النظافة والسلامة العامة.”
من جانبها، أكدت لجنة الزراعة في تصريح خاص لـ سوريا 24 أن استمرار عمل المعصرة ضروري لدعم الفلاحين وضمان إنتاج زيت الزيتون، مصدر الدخل الأساسي في المنطقة، لكنها شددت في الوقت نفسه على أهمية تطوير آليات للتعامل مع المخلفات وتنظيف محيط المعصرة بشكل دوري لتخفيف الأثر السلبي على السكان.
وبين مطالب الأهالي بالحفاظ على بيئة صحية وضرورة استمرار الإنتاج الزراعي، يلحّ سكان قرية تشرين على الجهات المعنية باتخاذ خطوات عملية، أبرزها إنشاء نظام فعال لإزالة المخلفات أو نقل معصرة عفرين إلى موقع أبعد عن التجمعات السكنية.