حمص: إزالة الحواجز الأمنية من الأحياء تثير تساؤلات متباينة من السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - أحمد زكريا

أكدت مصادر أمنية لمنصة سوريا 24، اليوم الأربعاء، إزالة الحواجز الثابتة من عددٍ من الأحياء الرئيسية في المدينة، بما في ذلك الزهراء، المهاجرين، شارع الستين، الأرمن، العباسية، السبيل، النزهة، عكرمة، ووادي الذهب، في خطوة لافتة أثارت جدلاً واسعاً بين سكان مدينة حمص.

وحسب المصادر الأمنية، بقيت الحواجز قائمة على مداخل المدينة وعلى محاور حيوية فيها.

إعادة تموضع طبيعي

الخطوة، التي وصفها مصدر أمني في حديث لمنصة سوريا 24 بأنها “إعادة تموضع طبيعي”، أثارت تساؤلات واسعة بين المواطنين حول دوافعها، خاصة في ظل استمرار تقارير عن وقوع حوادث أمنية متفرقة، منها إلقاء قنابل يدوية من قبل مجهولين في مناطق مختلفة من المدينة خلال الأشهر الماضية.

وقد دفع هذا الواقع بعض السكان إلى المطالبة بإعادة الحواجز، مشيرين إلى أن وجودها كان يُسهم في كبح جماح مثل هذه الحوادث.

في المقابل، قدّم سكان آخرون رؤى مختلفة، معتبرين أن الإجراء يعكس تحسناً في الوضع الأمني العام، وأنه يهدف إلى تسهيل حركة المرور وتحسين الحياة اليومية للمواطنين.

الحواجز الاستراتيجية ما تزال موجودة

وفي هذا الجانب، يؤكد إياد الرحال، أحد سكان حمص، أن “أول ما تمّت إزالته هو الحواجز التي كانت تفصل بين الأحياء، بينما بقيت الحواجز الاستراتيجية على مداخل المدينة كما هي”.

وأضاف أن “السلطات الأمنية عوّضت عن ذلك بتفعيل مفارز داخلية في مقرات موزعة داخل الأحياء لمتابعة الأمور الأمنية بشكل أكثر مرونة”.

وأشار الرحال إلى أن “الحوادث الأمنية، مثل إلقاء القنابل، كانت أكثر انتشاراً في فترة وجود الحواجز بكثافة”، معتبراً أن “الوضع اليوم أكثر استقراراً”، خاصة أن “أغلب سكان الأحياء ذات الطابع السني انخرطوا في مؤسسات الجيش والأمن، ما يقلّل من احتمالات التوتر أو التهديدات الداخلية”.

وبيّن أن عدد الحواجز التي تمّت إزالتها هو ستة حواجز، إضافةً إلى وجود أكثر من حاجز على مداخل المدينة، وفق تقديراته.

إزالتها تمنح شعوراً أكبر بالأمان والحرية

من جهته، رأى حسن الشيخ، وهو أيضاً من سكان حمص، أن “إزالة الحواجز تمنح شعوراً أكبر بالأمان والحرية”، موضحاً أن “الحركة المرورية الكثيفة في المدينة كانت تتأثر سلباً بوجود هذه الحواجز، ما تسبب في ازدحامات يومية”.

وأكد أن “الحوادث الفردية التي تحدث بين الحين والآخر يتم التعامل معها بسرعة من قبل النقاط الأمنية والشرطية المنتشرة في الأحياء”، مضيفاً: “تقدير الحاجة إلى وجود الحواجز أو إزالتها يعود إلى الجهات المختصة، لكن في رأيي، نشر العناصر الأمنية بشكل غير ظاهر بين الناس وفي الشوارع أفضل بكثير من الاعتماد على الحواجز الثابتة”.

ويأتي هذا التغيير في المشهد الأمني لمدينة حمص ضمن سياق أوسع من “التعديلات الأمنية والإدارية” التي تشهدها المحافظة، بحسب ما أشار إليه الرحال، والتي قد تشمل إعادة هيكلة في توزيع القوى الأمنية وآليات المراقبة والتدخل.

ورغم الطمأنينة التي يعبّر عنها بعض السكان، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه الخطوة تعكس ثقة حقيقية بالاستقرار الأمني، أم أنها تأتي في إطار تغيير تكتيكي في أساليب الضبط الأمني.

مقالات ذات صلة