شهدت مدينة حلب اختتام بطولة “التحرير والنصر” الأولى لكرة اليد للسيدات، بمشاركة ثمانية فرق من مختلف المحافظات السورية، أمس الثلاثاء، حيث انتهت المنافسات بتتويج فريق الكرامة باللقب بعد مباراة نهائية مثيرة جمعته مع نادي النبك.
وفي تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، أعرب سامر أبو عبيد، مدرب سيدات الكرامة، عن سعادته بالإنجاز، موضحاً أن فريقه تجاوز قاسيون وأهلي حلب ثم الشرطة قبل الوصول إلى النهائي. وأضاف أن “البطولة كانت تعني لنا الكثير، والحمد لله نجحنا في تحقيق اللقب بفضل عزيمة اللاعبات”، مؤكداً أن “جميع الفرق المشاركة تُعد فائزة لأنها أظهرت شغفاً باللعبة وروحاً رياضية عالية”. كما أشاد بحسن استضافة مدينة حلب وتنظيمها.
من جانبها، تحدثت لاعبة المنتخب ونادي الكرامة ميس العاصي عن صعوبة المباراة النهائية، مشيرة إلى أن النبك كان متقدماً معظم الوقت قبل أن يقلب الكرامة النتيجة في اللحظات الأخيرة. وأكدت لـ”سوريا 24″ أن “الرياضة فوز وخسارة، وخارج الملعب نحن رفاق، لكن البطولة جسّدت تعب السنين وأوصلتنا إلى هدفنا في التتويج”.
في المقابل، أشادت مدربة النبك أروى الكسار بفريقها الشاب الذي يضم قواعد صغيرة قدّم أداءً مشرفاً. واعتبرت في حديثها لـ”سوريا 24″ أنه “حتى لو لم نحقق اللقب، فإن طموح الفريق يتجاوز البطولات المحلية إلى العربية والعالمية”، لافتة إلى أن الفريق سيشارك في بطولة الأندية العربية المقبلة في تونس مع تعزيز صفوفه بلاعبات محترفات لرفع المستوى.
بدورها، شددت لاعبة النبك آية الزنادي على أن الفريق يمتلك خبرات وفنيات جيدة، لكنه بحاجة إلى مزيد من المشاركات الخارجية لاكتساب الاحتكاك والخبرة، مؤكدة لـ”سوريا 24” أن “هذه البطولة كانت خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وعلى صعيد آخر، أوضح مدرب فريق الشرطة فيصل الفواز أن فريقه حديث التشكيل، وأن فترة التحضير لم تتجاوز شهراً واحداً. وأشار إلى أن معظم اللاعبات من مواليد صغيرة (2007–2010)، معتبراً أن البطولة “شكلت فرصة لإعادة اللاعبات إلى أجواء المنافسة بعد انقطاع طويل، والاحتكاك مع فرق قوية مثل الكرامة والنبك”. وختم حديثه بالتأكيد على أن الفريق يحتاج إلى دعم أكبر وتكثيف المباريات لرفع مستواه تدريجياً.
تصريح الاتحاد
وفيما يتعلق باتحاد كرة اليد، أكد عضو الاتحاد والمشرف على مدينة حلب عبدالقادر الصناع أن الهدف من تنظيم بطولة “التحرير والنصر” كان تنشيطياً للوقوف على جاهزية اللاعبات واكتشاف المواهب الجديدة. وأشار في حديثه لـ”سوريا 24″ إلى أن مستوى المنافسة كان جيداً رغم الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد خلال السنوات الماضية.
وأضاف: “نحن في الاتحاد نسعى لإعادة كرة اليد السورية إلى موقعها الطبيعي عربياً وآسيوياً وعالمياً”، مبيناً أن الاتحاد سيعمل على “تنظيم بطولات محلية وخارجية، وتأهيل المدربين والحكام، والاعتماد على الفئات العمرية الصغيرة باعتبارها نواة الانطلاقة الصحيحة”.
وبينما رفع الكرامة كأس البطولة، خرجت جميع الفرق بروح المنتصر، متفقين على أن هذه الفعالية لم تكن مجرد منافسة رياضية، بل محطة مهمة لإعادة بناء كرة اليد النسوية في سوريا. وقد جاء تصريح اتحاد اللعبة ليؤكد أن الطموح يتجاوز حدود التتويج المحلي، وصولاً إلى إعادة الرياضة السورية إلى ساحتها العربية والدولية.
