الشمال السوري وجهة بديلة لشراء الأثاث لسكان دمشق

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور القدرة الشرائية للسوريين، لم يعد خيار شراء الأثاث والأدوات الكهربائية من دمشق وريفها متاحًا لكثير من العائلات، إذ تحولت مناطق الشمال السوري مثل إدلب وأعزاز إلى مقصد رئيسي لتأمين هذه المستلزمات، مستفيدة من الفوارق الكبيرة في الأسعار وتنوع البضائع المعروضة.

يؤكد أبو محمد، صاحب صالة لبيع الأدوات الكهربائية في إدلب، أن الطلب تضاعف مؤخرًا من قبل زبائن قادمين من دمشق والساحل السوري، موضحًا أن:

“أسعار الغسالات الآلية تبدأ من 150 حتى 350 دولارًا حسب النوع والحجم والجودة، بينما تتراوح أسعار البرادات بين 200 و475 دولارًا. هذه الأسعار تقل كثيرًا عن نظيراتها في دمشق، حيث تتجاوز أحيانًا الضعف. لذلك بات الكثيرون يتوجهون إلى الشمال لشراء ما يحتاجونه، خصوصًا الأدوات الأوروبية الجديدة التي يزداد الطلب عليها مؤخرًا”.

أما أبو لؤي، صاحب محل لبيع المجالس العربية في أعزاز، فيشير إلى أن نصف عمله اليوم يذهب لخارج الشمال. ويضيف:
“هناك سببان رئيسيان وراء ذلك: أولًا فرق الأسعار الكبير، وثانيًا الموديلات الحديثة التي ننتجها هنا والتي لم تكن متوفرة سابقًا في بقية المحافظات”.

ويشرح أن أسعار المجالس العربية ذات الجودة العالية تبدأ في الشمال من 200 دولار وتصل إلى 380 دولارًا، بينما تُباع القطعة نفسها في دمشق بأكثر من 480 دولارًا (قرابة خمسة ملايين ليرة سورية).

البحث عن الأوفر والأكثر جودة

تجارب العائلات تؤكد الفارق الكبير. فراس درموش، الذي عاد من تركيا ليستقر في دمشق، يقول إنه بعد مقارنة الأسعار وجد أن تجهيز منزله من الشمال أوفر بكثير:

“اشتريت مجلسًا وستائر وأدوات كهربائية ومطبخية بقيمة خمسة آلاف دولار، وتمكنت من توفير نحو ألف دولار عن الأسعار الموجودة في دمشق وريفها”.

أما هناء الخطيب، ربة منزل من التل بريف دمشق، فقد فضلت شحن أثاثها من أعزاز. وتوضح:
“صحيح أن أجور النقل مرتفعة، لكن حتى مع حسابها تبقى التكلفة النهائية أقل بكثير من الأسعار في محلات دمشق، حيث تضاعفت أسعار الأثاث بشكل لافت”.

اقتصاد بديل يفرض نفسه

يرى تجار تحدثنا إليهم أن أسباب تفاوت الأسعار تعود إلى عدة عوامل، أبرزها دخول البضائع التركية عبر المعابر في الشمال، وانخفاض تكاليف النقل والضرائب، مقارنةً بدمشق حيث ترتفع أسعار الاستيراد وتثقل السوق الرسوم والاحتكار. وبحسب تقديرات التجار، يوفر المشترون ما بين 20% و40% من قيمة المشتريات عند اختيارهم تجهيز منازلهم من إدلب أو أعزاز بدلًا من دمشق.

ومع ازدياد الإقبال، باتت الأسواق في الشمال السوري تنافس بقوة نظيراتها في العاصمة، لتشكّل شريانًا اقتصاديًا بديلاً للكثير من السوريين، في وقت تعجز فيه الأسواق في دمشق وريفها عن ضبط أسعارها المتصاعدة، ما يعكس اتجاهًا متناميًا قد يعيد رسم خريطة التجارة الداخلية في البلاد.

مقالات ذات صلة