انطلاق حملة لتغيير أسماء المدارس المرتبطة بالنظام السابق في حماة

Facebook
WhatsApp
Telegram

محمد الشيخ - سوريا 24

انطلقت أمس الأربعاء، في محافظة حماة وريفها، حملة واسعة لتغيير أسماء المدارس التي تحمل أسماء شخصيات مرتبطة بالنظام السابق وحزب البعث.

يأتي ذلك في خطوة تُعدّ جزءًا من مساعٍ أوسع لـ”تطهير” المؤسسات التعليمية من أي روابط رمزية أو فعلية بالعهد السابق، وتعزيز هوية وطنية جديدة تعكس قيم الثورة السورية من حرية وكرامة وعدالة.

الهدف: تحرير الذاكرة وبناء هوية وطنية

وأكّد أحمد المدلوش، مدير تربية حماة في حديث لمنصة سوريا 24، أن هذه الحملة تأتي “حفاظًا على الهوية الوطنية وتخليص المؤسسات التعليمية من أي ارتباط برموز النظام البائد وحزب البعث”.

وأوضح أن الهدف منها “فتح المجال أمام مرحلة جديدة تعكس قيم الثورة والحرية والكرامة”.

وأضاف المدلوش أن عدد المدارس المستهدفة لم يُحدد رسميًا بعد، لكن الآلية ستشمل “جميع المدارس التي تحمل أسماء مرتبطة بحزب البعث أو رموز الاستبداد”، في حين ستبقى المدارس التي تحمل أسماء ذات طابع حضاري أو تاريخي أو ديني على حالها دون تغيير.

وأشار المدلوش إلى أن الحملة “تستهدف جميع مناطق محافظة حماة وريفها”، مؤكدًا أن العملية تجري بالتنسيق مع المجالس المحلية والهيئات التربوية المعنية، وبمشاركة فاعلة من الأهالي والمجتمع المدني.

تغيير الأسماء خطوة رمزية نحو التعافي

من جانبه، عبّر خالد حسينو، أحد سكان مدينة حماة في حديث لمنصة سوريا 24، عن دعمه الكامل للحملة، معتبرًا أنها “تمهيدًا لمرحلة جديدة من التعافي وإعادة بناء الهوية الوطنية”.

وقال حسينو: “يطالب عدد من الأهالي والمعنيين في المناطق المحررة بإزالة أسماء المدارس والمنشآت التي تم ربطها بالنظام السابق ورموزه، لأن هذه الأسماء لا تعكس تطلعات الشعب السوري، بل تمجّد شخصيات مرتبطة بالقمع والقتل”.

وأضاف: “تغيير أسماء المدارس التي فُرضت سابقًا يشكّل خطوة معنوية هامة باتجاه تحرير الذاكرة من إرث العنف والاستبداد، وتأكيد على أن هذه المؤسسات تنتمي الآن لشعب حر، يستحق أن تعبّر منشآته التربوية عن قيم الكرامة والحرية والعدالة”.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من عملية “إعادة التأهيل النفسي والمجتمعي” التي تسعى إليها المناطق المحررة، حيث يُعتقد أن البيئة التعليمية يجب أن تكون معبرة عن القيم التي ناضل من أجلها الشعب السوري، لا عن الأنظمة التي قمعته.

واليوم، وبعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة السورية، تُعدّ هذه الحملة واحدة من أبرز المحاولات الرسمية والشعبية لإعادة تشكيل المشهد التربوي والرمزي في المحافظة، بما يتماشى مع التحوّلات السياسية والاجتماعية التي فرضتها سنوات الصراع.

تحديات وآمال

ورغم الترحيب الشعبي الواسع بالحملة، تواجه العملية تحديات لوجستية وإدارية، خصوصًا في ما يتعلق بتحديث السجلات الرسمية، واللافتات، والوثائق المدرسية.

لكن الجهات المنظِّمة تؤكد، وحسب مراسل منصة سوريا 24 في حماة، أن “الجانب الرمزي والنفسي أهم من التحديات المادية”، وأن “الطلاب يستحقون أن يتعلّموا في مؤسسات تحمل أسماء ترفع رؤوسهم، لا تُذكّرهم بسنوات القهر”.

مقالات ذات صلة