إفرة قرية عطشى في وادي بردى بين الوعود المؤجلة وغياب الخدمات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - منيرة بالوش

في إفرة، القرية الصغيرة التي يقطنها نحو خمسة آلاف نسمة على سفوح وادي بردى، لا يبدأ النهار بالسعي إلى العمل أو المدرسة، بل بالبحث عن قطرة ماء. يقف الأهالي أمام صنابير جافة منذ أشهر، فيما يتنقل الأطفال حاملين عبوات بلاستيكية نحو القرى المجاورة علّهم يحصلون على ما يكفي للشرب ليوم واحد.

إفرة: موقع زراعي وتاريخ مهدد

إفرة التي ترتفع عن سطح البحر بين 1000 و1800 متر، لطالما اشتهرت بكروم التين والكرز والتفاح، وكانت مقصداً للتجار من القرى المجاورة. موقعها جعلها صلة الوصل بين وادي بردى والقلمون، لكن هذا الامتياز لم يمنعها من الانزلاق إلى هوة الإهمال الخدمي، حتى باتت الطبيعة الخضراء فيها شاهداً على تناقض صارخ بين وفرة الأرض وعطش الإنسان.

المياه.. أزمة القرية الأولى

المختار حسن عباس يلخص معاناة الأهالي بقوله: “قدمنا أوراقاً رسمية منذ سبعة أشهر لحفر بئر ارتوازي، لكن المعاملة ما زالت عالقة بين مديرية الموارد المائية ومؤسسة مياه الشرب”.

أما رئيس البلدية، حمود البني، فيقول لـ”سوريا 24“: “حرمان القرية من مصدر دائم للمياه جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة. كل بيت هنا يعيش على أمل بئر لم يُحفر بعد”.

إحدى النساء تروي أن تعبئة جالون ماء يكلفها ساعات من الانتظار أمام صهريج متنقل يأتي مرة في الأسبوع: “نقسم المياه بين الشرب والغسيل، وغالباً ما نضطر إلى الاستغناء عن كثير من الأعمال المنزلية مثل الغسيل والاستحمام إلا في الحالات الضرورية”.

صحة وتعليم في دائرة النقص

في المستوصف الوحيد بالقرية، لا يوجد سوى طبيبة تداوم يوماً واحداً في الأسبوع. يقول دياب عباس، أحد الأهالي: “نضطر إلى قطع مسافات طويلة نحو دمشق أو القرى المجاورة للحصول على علاج بسيط”.

التعليم لا يبدو أفضل حالاً. معظم المدرسين ليسوا اختصاصيين ويحملون شهادات ثانوية فقط، ما يجعل العملية التعليمية متعثرة. أطفال القرية يعودون إلى منازلهم وهم يحملون كتبهم أكثر مما يحملون علماً، فيما يصف الأهالي مستقبلهم بـ”المجهول”.

غياب المواصلات والخدمات العامة

المواصلات منعدمة تماماً، ما يزيد عزلة القرية. الإنترنت أيضاً متوقف منذ أشهر بسبب أعطال البطاريات التي لم تُستبدل حتى الآن. أما البلدية، فبحسب رئيسها، عاجزة عن جمع القمامة بسبب غياب المحروقات وانعدام التمويل، لتتراكم النفايات في الأزقة وتزيد من معاناة الناس.

قرية على حافة النسيان

في إفرة، تتحول تفاصيل الحياة اليومية إلى صراع مع النقص: ماء مقطوع، مستوصف شبه مغلق، مدارس بلا معلمين، وطرقات بلا مواصلات. بين طبيعة خصبة ووعود مؤجلة، يعيش الأهالي على أمل أن تتحرك المعاملة العالقة منذ سبعة أشهر في أدراج المؤسسات، وأن يعود الماء إلى صنابيرهم. فبالنسبة لهم، ليس هناك مطلب أهم من الحق في الشرب، قبل أن تغدو إفرة مجرد قرية منسية على خرائط وادي بردى.

مقالات ذات صلة