مدارس بلا أبواب ولا نوافذ.. طلاب كفرنبل يتعلمون على الأرض وبين الركام

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - منيرة بالوش

في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، حيث ما تزال آثار الدمار ماثلة في الأبنية والشوارع، بدأ نحو 600 طالب وطالبة عامهم الدراسي الجديد في مدارس تفتقر إلى أبسط مقومات العملية التعليمية. فالمقاعد غير كافية، النوافذ والأبواب مفقودة، والبنية التحتية متهالكة، ما أجبر الأطفال على تلقي دروسهم جالسين فوق الأحجار أو الحصر.

مدارس بلا مقاعد

المدرس صلاح زعتور، يصف الوضع التعليمي في حديث خاص لـ”سوريا 24” قائلاً: “تم افتتاح المدارس كما هي، بلا نوافذ ولا أبواب، فقط ليعرف الطالب أن لديه مدرسة يذهب إليها. مديرية التربية قدمت عدداً من المقاعد بشكل مبدئي، لكنه لا يكفي أبداً للحاجة الفعلية”.

ويضيف: “طلابنا اليوم يجلسون على الحصر أو قطع البلوك لتلقي دروسهم، وبعضهم على الأرض مباشرة، في مشهد يختصر حجم المأساة.”

احتياجات عاجلة قبل الشتاء

عبد العزيز خالد العبيدو، مدير إحدى المدارس في كفرنبل يؤكد أن الحاجة تتجاوز المقاعد إلى جوانب أكثر إلحاحاً: “نفتقر للكتب والمقاعد والسبورات، لكن ما يثير القلق أكثر هو غياب النوافذ والأبواب قبل حلول فصل الشتاء. البرد سيضاعف معاناة الطلاب، ونحن بالكاد استطعنا إعادتهم إلى مقاعد الدراسة”.

بنية تحتية منهارة

أما مدير مدرسة أخرى في كفرنبل، حمود الشاهين، فيشير إلى أن معظم المدارس في المدينة تعاني من الواقع ذاته: “قسم من المدارس مدمّر بالكامل، والبنية التحتية منهارة. لا توجد خزانات مياه للشرب، ولا حمامات صالحة للأطفال، ولا حتى أبواب ونوافذ يمكن أن تقيهم من البرد القادم”.

ويتابع: “مديرية التربية عبر مجمع التربية زودت المدارس ببعض المقاعد والسبورات، لكن الحاجة أكبر بكثير، وما تم تقديمه لا يغطي إلا جزءاً يسيراً من النقص”.

تعليم بين الركام

بين جدران بلا نوافذ وأرضيات بلا مقاعد، يحاول أطفال كفرنبل استعادة حقهم في التعليم وسط ظروف أشبه بالمستحيلة. ورغم الجهود المحدودة لمديرية التربية، يبقى المشهد مرهوناً بتأمين مقومات أساسية مثل المقاعد، النوافذ، المياه والحمامات، قبل أن يتحول التعليم في المنطقة إلى تجربة يومية من المعاناة أكثر من كونه حقاً أساسياً يضمن مستقبلهم.

مقالات ذات صلة