يعاني سكان قرية الحيدي في ريف الرقة الشمالي من انقطاع مياه الشرب بشكل كامل منذ أكثر من اثني عشر عاماً، الأمر الذي أجبرهم على شراء المياه بأسعار مرتفعة أو نقلها من مسافات بعيدة.
فمن جهة، يبلغ سعر برميل المياه في القرية نحو 10 آلاف ليرة سورية، بينما يضطر بعض الأهالي إلى جلب المياه بسياراتهم أو جراراتهم من مناطق تبعد أكثر من 15 كيلومتراً. ومن جهة أخرى، تزيد الطرق الوعرة من صعوبة المهمة وأعبائها المادية على الأهالي.
ويعود سبب الأزمة إلى السنوات الأولى من الثورة السورية، إذ يمر الخط الرئيسي المغذي للقرية عبر عشرات القرى قبل أن يصل إليها. وبالتالي، فإن كثرة التجاوزات على الشبكة وضعف ضغط المياه في محطة الزاهرة تسببا في توقف وصول المياه إلى قرية الحيدي وعدد من القرى المجاورة.
وفي هذا السياق، تقول أمين الحمادي، إحدى سكان القرية، في تصريح خاص لسوريا 24:
“لم تصلنا المياه عبر الشبكة منذ سنوات طويلة. نضطر لشراء البرميل بأسعار خيالية، وهذا يرهقنا بشكل يومي.”
كما يضيف محمد العبد، وهو من أبناء القرية:
“ننقل المياه من مسافات بعيدة باستخدام سياراتنا الخاصة. الأمر مرهق بسبب الطرق الوعرة وطول المسافة، فضلاً عن أن مياه الصهاريج ليست دائماً واضحة المصدر.”
أما هدى السالم فتوضح حجم المعاناة بقولها:
“الأطفال والنساء أكثر من يتأثرون بانقطاع المياه. أحياناً نتخلى عن حاجات أساسية لنتمكن فقط من شراء الماء.”
في المقابل، أكد مصدر مسؤول في مؤسسة المياه بالرقة أن “الأزمة ناتجة عن كثرة التجاوزات على الشبكة وضعف ضغط المياه في محطة الزاهرة”، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل على “إصلاح الشبكة وتوفير ضغط كافٍ، بالتوازي مع التنسيق مع الجهات الأمنية للحد من التجاوزات”.
وختم المسؤول بالقول إن “تأمين مياه الشرب لقرى ريف الرقة يمثل أولوية قصوى، وستُكثّف الجهود خلال الفترة المقبلة لإيجاد حلول مستدامة تخفف من معاناة السكان.”