ويُعد ارتفاع أسعار بذار القمح والشعير من أبرز التحديات التي تواجه الفلاحين هذا الموسم، إذ وصل سعر طن الشعير إلى نحو 550 دولارًا، بينما بلغ سعر طن القمح 450 دولارًا، ما رفع تكاليف الزراعة مقارنة بالسنوات السابقة. وتحتاج كل دونم من الأرض إلى نحو 15 كيلوجرامًا من البذار، لتصل التكلفة الإجمالية مع أجور الحراثة إلى قرابة 32 دولارًا للدونم الواحد، وهو مبلغ كبير بالنسبة للمزارعين الذين يعتمدون على الإنتاج الزراعي كمصدر رزق رئيسي.
وقال المزارع محمد الشيخ من بلدة عين عيسى لمنصة سوريا 24: “غلاء البذار أثر علينا كثيرًا، خاصة أننا لا نضمن هطول الأمطار. لهذا قللنا المساحات المزروعة. لدي نحو 500 دونم من الأرض البعلية، لكنني سأزرع فقط مئة دونم وسأؤجر الباقي. الوضع صعب ولا نعلم كيف سنتحمل التكاليف إذا لم تكن الأمطار كافية.”
كما أوضح المزارع عيسى العبيد في حديثه لمنصة سوريا 24 قائلة: “الزراعة البعلية تعتمد كليًا على الأمطار، لكن مع ارتفاع الأسعار أصبح معظم الناس مترددين في الزراعة. الخوف الأكبر هو الخسارة. نحن بحاجة إلى دعم لتخفيف التكاليف وضمان إنتاج يخفف من معاناتنا.”
من جانبه، عبّر المزارع الشاب فهد الجابر من ريف الرقة في تصريح لمنصة سوريا 24 عن أمله رغم المخاوف قائلاً: “الظروف ليست سهلة، وأسعار البذار ارتفعت كثيرًا، لكن لا يمكن أن نترك الأرض بلا زراعة. نشعر أننا مضطرون للمجازفة، ونأمل أن تكون الأمطار كافية هذا الموسم لتعويض خسائرنا السابقة.”
وتشير المعطيات إلى أن الإقبال على الزراعة البعلية هذا العام ضعيف نسبيًا، رغم انخفاض تكاليفها مقارنة بالزراعة المروية التي تتطلب نفقات أعلى للري والأسمدة. وكان من المتوقع أن تشهد الأراضي البعلية نشاطًا أكبر، إلا أن التذبذب الاقتصادي والمناخي جعل المزارعين يتعاملون بحذر.
ويؤكد الفلاحون على ضرورة توفير دعم حكومي ومجتمعي، من خلال تأمين بذار بأسعار مدعومة ومستلزمات زراعية ميسّرة، باعتبار أن الزراعة البعلية تمثل فرصة حقيقية لاستقرار إنتاج الحبوب في الريف، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وندرة الموارد.

