أفاد مراسل منصة سوريا 24 في حلب بأن هدوءًا نسبيًا يخيم على المدينة، بعد ساعات من اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وسط أنباء عن التوصل إلى اتفاق جديد بين الجانبين.
وبحسب مراسلنا، فإن الاشتباكات الأعنف تركزت عند حاجز العوارض ومحيط دوار الشيحان، تزامنًا مع سقوط قذائف في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود، اللذين يعدان معقلين رئيسيين لقسد داخل المدينة.
الاشتباكات التي وقعت مساء الاثنين أسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن على الأقل وإصابة آخرين، فيما رُصد سقوط قذائف مدفعية على عدد من أحياء المدينة، من بينها بستان الباشا والسريان وحي سيف الدولة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
وبحسب مصدر في الدفاع المدني، فإن القصف على حي سيف الدولة أدى إلى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة، فيما أفاد مصدر طبي في مشفى الرازي بوصول ست إصابات من المدنيين جراء القصف العشوائي الذي استهدف أحياء المدينة مساء الاثنين.
في الأثناء، أعلنت محافظة حلب تأجيل الامتحانات في جميع المراحل التعليمية، وتعطيل الدوام في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية يوم الثلاثاء السابع من تشرين الأول، مع استثناء المرافق الطبية والخدمية الطارئة من القرار.
من جانبه، أكد محافظ حلب عزام غريب أن ما يجري هو إعادة انتشار للقوات ولا يحمل أي نية لتصعيد عسكري، مشددًا على تمسك الحكومة باتفاق العاشر من آذار ودعوتها إلى التهدئة.
في المقابل، أوضحت وزارة الدفاع السورية أن تحركات الجيش في شمال وشمال شرق البلاد جاءت ردًا على اعتداءات “قسد”، مع الالتزام التام بعدم شن أي عمليات عسكرية جديدة.
أما قائد قوى الأمن الداخلي في حلب، العقيد محمد عبد الغني، فأشار إلى وجود خطة لتأمين وتطويق مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية، التي تُستخدم لمرور الأسلحة والمواد الممنوعة باتجاه “قسد”، موضحًا أن المدنيين في تلك المناطق يحظون بضمانات كاملة لخروجهم في أي وقت. كما أضاف أن الجهات المختصة تواصل متابعة نشاط حفر الأنفاق الذي تقوم به “قسد” في المنطقة، مؤكدًا أن الرد على مصادر النيران يتم في إطار حماية المدنيين.
وتعد هذه الاشتباكات الأعنف منذ توقيع اتفاق العاشر من آذار بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وهو الاتفاق الذي تُرجم على الأرض بتفاهم ميداني بين قوات الأمن و”قسد”، أسفر عن خروج عدد من مقاتلي “قسد” من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى تبادل للمعتقلين بين الطرفين.