حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير له، من أن الوضع الأمني في السويداء جنوب سوريا لا يزال هشًّا رغم استمرار وقف إطلاق النار.
وأشار إلى استمرار ورود تقارير عن اشتباكات مسلحة في مدينة السويداء والمناطق الريفية المحيطة بها.
ولفت التقرير إلى أن التطورات السياسية والأمنية الجارية تهدد استقرار وقف إطلاق النار، ولا يزال خطر تجدد النزاع قائمًا.
وأكد التقرير أن الوصول الإنساني إلى المتضررين لا يزال ممكنًا، لكنه يواجه بعض القيود والاضطرابات التي تعقّد جهود الإغاثة.
وبحسب بيانات “أوتشا”، فقد بلغ عدد النازحين داخليًّا في جنوب سوريا بعد مرور ثلاثة أشهر على تصاعد النزاع أكثر من 187,000 شخص، يتوزعون بشكل رئيسي في محافظة السويداء (113,900 نازح)، تليها درعا (60,200 نازح)، ثم ريف دمشق (11,700 نازح).
كما سجّل التقرير تحركات عودة محدودة، إذ عاد نحو 10,400 نازح إلى مناطقهم الأصلية، وخصوصًا في منطقتي صلخد والسويداء.
وأفاد التقرير بأن الاكتظاظ الشديد في الملاجئ يفاقم المخاطر الصحية، لا سيما بسبب سوء الظروف الصحية وانعدام النظافة، ما يزيد من احتمال تفشي الأمراض المعدية.
وبيّنت “أوتشا” على أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا، إذ يعانون من ارتفاع مستويات الضغط النفسي والاجتماعي، وزيادة خطر التعرض للعنف، إضافة إلى نقص حاد في خدمات حماية الطفل.
كما نبّه التقرير إلى تدهور حالة الأمن الغذائي، نتيجة ندرة السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل حاد.
ومع اقتراب فصل الشتاء، يُتوقع أن يؤدي غياب الحماية الكافية من البرد القارس إلى ارتفاع حالات الأمراض التنفسية والأمراض المرتبطة بالبرد، خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة: الأطفال، وكبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، ما سيضاعف المخاطر الصحية والحماية بشكل عام.
واختتم التقرير بالتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية العاجلة لمواجهة التحديات المتزايدة، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، داعيًا الجهات الفاعلة الإنسانية والمانحين إلى تكثيف الدعم لحماية الفئات الأكثر ضعفًا وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.