تعيش مدرسة موحسن الشرقية في حي اللابد بمدينة موحسن، بريف دير الزور الشرقي، واقعًا تعليميًا مترديًا يهدد مستقبل مئات التلاميذ، وسط دعوات ملحة من أهالي المنطقة والفعاليات المحلية لترميم المبنى المدرسي وتوفير الحد الأدنى من متطلبات بيئة تعليمية آمنة.
طلاب يجلسون على الأرض
وبحسب عدد من أبناء دير الزور، حييث قال أحد أبناء المدينة في حديث لمنصة سوريا 24، فإن المدرسة تعاني من نقص حاد في المقاعد والطاولات، ما يضطر العديد من الطلاب إلى الجلوس على الأرض خلال الحصص الدراسية.
كما يعاني المبنى من تدهور بنيوي واضح، إذ تفتقر معظم الصفوف إلى الأبواب والنوافذ، فيما الحمامات في حالة يُرثى لها، والجدران متشققة ومتهالكة، وبحاجة ماسة إلى ترميم وطلاء عاجل.
ويحمل المبنى رمزية إنسانية عميقة، إذ كان في السابق “المشفى الميداني” لمدينة موحسن خلال سنوات الثورة السورية، حيث قدم خدمات طبية جليلة للجرحى والمصابين من أبناء المدينة وريفها.
واليوم، يستمر المكان في أداء رسالة إنسانية جديدة، لكن عبر بوابة التعليم، حيث يحتضن جيلًا من الأطفال يسعى للتعلم رغم قساوة الظروف وشح الموارد.
نداءات عاجلة لتأهيل المدرسة وتوفير المقاعد للطلاب
وفي هذا السياق، وجه أهالي وناشطو موحسن نداءً عاجلًا إلى الجهات الحكومية المختصة، والمنظمات الإنسانية، والداعمين في الداخل والخارج، داعين إلى:
تأهيل المبنى المدرسي بما يضمن بيئة تعليمية آمنة وصحية.
توفير المقاعد والطاولات لجميع الطلاب.
إصلاح المرافق الصحية والنوافذ والأبواب بشكل فوري.
تزويد المدرسة بالمواد التعليمية الأساسية لاستمرار العملية التربوية.
وأكدوا أن “دعم هذه المدرسة وأطفالها هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا لسوريا، ورسالة وفاء لمدينة صمدت وقدمت الكثير في أحلك الظروف”، داعين إلى إدراج مدرسة موحسن الشرقية ضمن خطط الاستجابة التعليمية العاجلة للعام الحالي.
المطالب محقة لكن الإمكانيات محدودة
من جانبه، علق رئيس مجلس مدينة دير الزور، ماجد حطاب، على هذه المطالب، قائلًا في حديث لمنصة سوريا 24: “كل مطالب الناس محقة لأنهم يطمحون للأحسن والأفضل، لكنهم يستعجلون ويتعاملون مع الدولة كأنها في حالة تعافٍ”.
وأضاف حطاب: “المطالب واللوازم كثيرة، والمتوفر قليل، ونحن نتصرف ضمن الإمكانيات بأقصى ما نستطيع”.
وأشار إلى موقف شخصي يعكس أولوياته، قائلًا: “من فترة سألني أحد المسؤولين: لو كنت صاحب قرار بحملة التبرعات، كيف تتصرف؟ وكان يتوقع أن أقول: سأخصصها للبلدية ولوازمها الكثيرة، لكن جوابي كان صادمًا، إذ قلت: لو كنت صاحب القرار، كنت سأهتم بالتعليم والصحة، لأن تعليم المواطن وصحته يجب أن تكونا الأولوية، وبعدها تأتي الخدمات الأخرى”.
وختم حطاب تصريحه مؤكدًا: “أي خدمة لأي مواطن، أنا جاهز أينما تكون، وقدر المستطاع”.
دعوات للتضامن والتحرك العاجل
ويأتي هذا النداء في ظل تفاقم الأزمات الخدمية في المناطق الشرقية، لا سيما في قطاع التعليم، الذي يعاني من إهمال متراكم منذ سنوات، ما يهدد بضياع جيل كامل.
ويطالب أهالي موحسن، ومناصرو التعليم في دير الزور، بتحرك عاجل من قبل وزارة التربية، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، لإنقاذ مدرسة موحسن الشرقية قبل فوات الأوان، وتحويلها من رمز للصمود إلى نموذج للتعليم الجيد في زمن التحديات