يواجه سكان مخيم اليوناني في منطقة الكسرات جنوب مدينة الرقة على ضفة نهر الفرات أوضاعًا إنسانية قاسية تتفاقم يومًا بعد يوم، مع تقلص المساعدات الإنسانية وضعف الدعم المقدم من الإدارة الذاتية.
يقطن المخيم نحو 500 شخص، معظمهم من أبناء ريف دير الزور الشرقي الذين اضطروا للنزوح بعد دمار منازلهم وغياب فرص العمل في مناطقهم. يعيش هؤلاء بين خيارين صعبين: البقاء في المخيم بظروف معيشية قاسية، أو العودة إلى قراهم المدمرة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وقال أبو محمد، أحد سكان المخيم، في تصريح خاص لـسوريا 24: “نحن عالقون هنا بلا خيارات. المساعدات قليلة جدًا ولا تكفي لتلبية احتياجاتنا الأساسية. كثير منا فقدوا كل شيء، والعودة إلى الدير مستحيلة حاليًا بسبب الدمار وانعدام فرص العمل. نحن نعيش بين معاناة الحاضر وأمل العودة في المستقبل.”
وفي تصريح لـسوريا 24، قالت أم حسن، إحدى قاطنات المخيم: “نقص الدعم يزداد يومًا بعد يوم، وصوتنا لا يُسمع. أطفالنا بحاجة إلى مدارس، والمياه النظيفة محدودة، والوضع الصحي مقلق للغاية. نحن بحاجة إلى تدخل عاجل يؤمّن لنا مقومات الحياة الكريمة.”
كما أوضح مصطفى العبد، شاب من سكان المخيم، في حديثه لـسوريا 24: “الكثير منا يعمل بأعمال مؤقتة في الرقة، لكنها غير مستقرة ولا توفر لنا مستقبلاً أفضل. نحن بحاجة إلى مشاريع عمل حقيقية قريبة من المخيم.”
من جانبه، قال الناشط أسامة العبدالله لـسوريا 24 إن تقليص المساعدات يعود إلى عوامل متعددة، من أبرزها تراجع التمويل والصراعات السياسية التي أجبرت العديد من المنظمات الإنسانية على تقليص نشاطها في المنطقة، ما انعكس سلبًا على حياة النازحين. وأضاف أن السكان يواجهون نقصًا في الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية، إلى جانب ضعف في البنية التحتية والخدمات اليومية.
ويبقى مخيم اليوناني شاهدًا على معاناة مئات العائلات التي لم تجد ملاذًا سوى هذا المكان المؤقت، وسط غياب الدعم الكافي وتفاقم التحديات السياسية والاجتماعية التي تخنق المنطقة.