مدارس بلا تجهيزات في ريف حلب الجنوبي… العام الدراسي يبدأ وسط عجز كامل في البنى التعليمية

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

مع انقضاء الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد، ما تزال مدارس ريف حلب الجنوبي تواجه واقعاً صعباً يهدد استمرارية العملية التعليمية، في ظل غياب شبه تام للمقومات الأساسية من مقاعد وطاقة كهربائية ومرافق صحية صالحة للاستخدام.

مدرسة العيس الغربية الابتدائية… مبنى بلا طاولات ولا كهرباء

في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، تقف المدرسة الابتدائية الغربية شاهداً على حجم التحديات التي تعانيها المؤسسات التعليمية في المنطقة.

مصطفى الشواخ، مدير المدرسة تحدث لـ”سوريا 24″ عن واقع المدرسة التي تستقبل نحو 350 طالباً وطالبة، وتضم 13 غرفة صفية و3 غرف إدارية وغرفة مخبر واحدة، قائلاً: “المدرسة تفتقر إلى أبسط المستلزمات. لا توجد كهرباء إطلاقاً، ونحن بحاجة ماسة إلى منظومة طاقة شمسية لتأمين الإنارة وتشغيل الأجهزة التعليمية. كما أن الحمامات غير جاهزة، ولا يوجد في المدرسة أي كرسي أو طاولة صالحة للاستخدام”.

وأشار الشواخ إلى أن السقف بحاجة ماسة إلى العزل مع اقتراب موسم الأمطار، فيما يعاني سور المدرسة من تآكل وتصدعات جراء القصف السابق، ما يشكل خطراً على سلامة الطلاب.

وأضاف:”الإدارة أيضاً تفتقر إلى المستلزمات الأساسية، من مكاتب وأدوات عمل، وحتى المقاعد الدراسية شبه معدومة، الأمر الذي يجعل التعليم في هذه الظروف تحدياً يوميا”.

ثانوية قنسرين للبنين… “بحاجة إلى كل شيء”

في ثانوية قنسرين للبنين، لا يبدو الوضع أفضل حالاً.
مديرة المدرسة، عطارد العبد، وصفت لـ”سوريا 24″ المشهد بعبارة موجزة:”المدرسة مكوّنة من بناء وطلاب ومدرّسين فقط… وبحاجة إلى كل شيء”.

وأوضحت العبد أن المدرسة التي تضم نحو 400 طالب، تعاني من نقص حاد في المقاعد الدراسية، إضافة إلى غياب ثمان سبّورات صفية، وعدم توفر الكهرباء ما يجعل الحاجة إلى منظومة طاقة شمسية ملحّة. كما أشارت إلى أن الحمامات غير صالحة للاستخدام، ولا تتوفر فيها كراسٍ أو طاولات للطلاب والمعلمين.

وأضافت: “حتى الإدارة نفسها تعمل في ظروف غير مجهّزة، والسقف بحاجة إلى عزل عاجل قبل حلول الشتاء. الوضع لا يمكن وصفه إلا بأنه مأساوي، فالمدرسة فعلياً بحاجة إلى كل شيء لتبدأ عامها الدراسي بشكل طبيعي”.

بين مدرسة بلا كهرباء وأخرى بلا مقاعد، يقف مئات الطلاب في ريف حلب الجنوبي على أعتاب عامٍ دراسيٍّ لا تتوفر فيه أبسط مقوّمات التعليم.

ويأمل القائمون على هذه المدارس أن تُلقى قضيتهم على طاولة الجهات المعنية والمنظمات الداعمة، قبل أن يتحول العام الدراسي الجديد إلى موسم آخر من الانتظار والحرمان التعليمي.

ثانوية قنسرين للبنات.. العزيمة وحدها تُدرّس

المدير عبد الإله العبدو، يصف واقع مدرسته بحسرة، قائلاً إن الثانوية التي تضم نحو 300 طالبة باتت بلا مقومات تعليمية حقيقية، موضحاً: “المدرسة مكوّنة من بناء وطالبات ومعلمات فقط، لكنها تفتقر إلى كل شيء آخر تقريباً.”

وتعاني المدرسة من نقص حاد في المقاعد الدراسية وغياب ثماني سبّورات صفية، إلى جانب انعدام الكهرباء والحاجة الماسة إلى منظومة طاقة شمسية. كما أن الحمامات غير جاهزة للاستخدام، والإدارة بلا مكاتب أو تجهيزات أساسية، فيما السقف يحتاج إلى عزل عاجل قبل حلول فصل الشتاء. يقول العبدو:”نملك الطالب والمعلم والمبنى، لكننا نفتقد كل ما يجعل من المدرسة مدرسة فعلياً”.

المدرسة الابتدائية المحدثة.. خطر يومي يهدد الصغار

المدير أحمد العلي، يتحدث عن مدرسة تضم 250 طالبًا وطالبة موزعين على ست غرف صفية فقط، موضحاً أن شعبة الصف الأول وحدها تضم 60 طالباً، فيما تضم شعبة الصف السادس 45 طالباً، ما يجعل الكثافة الصفية خانقة.

وتقع المدرسة على طريق عام يربط بين العيس والحاضر، فيما سورها مدمّر تماماً نتيجة القصف، ما يشكّل خطرًا مباشرًا على حياة الطلاب.

أما عن واقع الخدمات، فيقول العلي:”لا كهرباء، ولا منظومة طاقة شمسية، الحمامات غير جاهزة، لا توجد طاولات أو كراسٍ، والإدارة بلا تجهيزات، والسقف بحاجة إلى عزل قبل أن يبدأ الشتاء”.

المدرسة الابتدائية العيس القديمة.. التعليم في مواجهة الصعاب

تستقبل المدرسة الابتدائية العيس القديمة نحو 650 طالبًا وطالبة موزعين على 14 غرفة صفية و3 غرف إدارية، لكنها تواجه تحديات كبيرة تعرقل العملية التعليمية.

يقول المدير، أحمد العبد، إن المدرسة تفتقر إلى الكهرباء وتحتاج بشكل عاجل إلى منظومة طاقة شمسية لتأمين الإضاءة وتشغيل الأجهزة التعليمية، كما أن الحمامات غير جاهزة للاستخدام.

ويضيف العبد أن المدرسة بلا كراسي أو طاولات، فيما الإدارة بحاجة إلى تجهيز كامل بالمستلزمات الأساسية. كما أن السقف يحتاج إلى عزل عاجل مع اقتراب فصل الشتاء، في حين أن السور متهالك ويشكل تهديدًا على سلامة الطلاب.

مدارس بلدة العيس اليوم تمثل صورة حية للتحدي والإصرار في مواجهة الدمار والإهمال. مديرون يجلسون على الأرض لإدارة المدارس، طلاب بلا مقاعد، ومبانٍ تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان. الحمامات غير جاهزة، الكهرباء غائبة، والسقوف بحاجة إلى عزل عاجل مع اقتراب الشتاء.

يبقى النداء صريحاً لكل الجهات المعنية، ضرورة تقديم الدعم العاجل للمباني، تجهيز المدارس بالمستلزمات الأساسية، وتأمين بيئة تعليمية آمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء، لضمان ألا يصبح التعليم في العيس مجرد واجهة صورية، بل رسالة حقيقية تبني المستقبل.

مقالات ذات صلة