أفاد مراسل «سوريا 24» في مدينة حلب أن الطرق المؤدية إلى حي الشيخ مقصود فُتحت مجددًا أمام الأهالي بعد ثلاثة أيام من الإغلاق، حيث سُمح للمواطنين بالدخول سيرًا على الأقدام، وسط أجواء من الارتياح الحذر.
وبحسب مراسلنا، فقد بدأت سيارات محمّلة بالخضار بالدخول إلى حيي بستان القصر والأشرفية، تزامناً مع إعادة فتح طريقي الزهور والشيحان.
وقد جاء هذا القرار عقب اشتباكات عنيفة اندلعت مؤخرًا بين الجيش السوري ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين.
وقد عبّر عدد من الأهالي عن ارتياحهم لفتح الطرق، مؤكدين أنهم يتطلعون إلى عودة الحياة إلى طبيعتها واستمرار التواصل بين أحياء المدينة.
وقال نوري، أحد سكان الشيخ مقصود، لسوريا 24: “الحمد لله، فُتحت الطريق، ونأمل أن تبقى الأوضاع مستقرة وأن تظل الطرق مفتوحة دائمًا”.
من جهتها، قالت أم نايف: “الله يكثر خيرهم، خلال اليومين الماضيين لم يبق خبز ولا مواد أساسية، ونرغب في استمرار فتح الطرق بين المدينة والأحياء”، مضيفة: “نريد الأمن والأمان وأن نبقى في منازلنا دون أن نُجبر على النزوح من جديد”.
أما أسامة حميدو، وهو صاحب منشأة في حي بني زيد، فقد عبّر عن شكره لقوات الأمن لسماحهم له بإخراج جزء من بضاعته، لكنه اشتكى من عدم السماح بدخول السيارات.
واستنكر خلال حديثه وجود حواجز على الطريق بين منزله الواقع في حي الخالدية ومكان عمله في حي بني زيد، مطالبًا بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد سنوات من الحرب والقتال.
وقالت أمينة، وهي طالبة جامعية من سكان حي بني زيد، لسوريا 24: “الوضع حاليًا جيد، وأتمنى أن يبقى الطريق مفتوحًا عند عودتي مساءً، إذ لا تتوفر أي مستلزمات غذائية في الحي. أرجو أن تنتهي هذه الأزمة بسلام”.
وفي السياق الميداني، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن مواصلة قسد خرق اتفاق وقف إطلاق النار شرق حلب، مشيرة إلى أن تلك الخروقات أسفرت عن استشهاد جندي وإصابة آخرين إثر استهداف نقاط للجيش السوري في محيط سد تشرين بريف حلب الشرقي.
وجاء في بيان صادر عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن “قسد خرقت الاتفاق أكثر من عشر مرات خلال أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة على إعلانه”، مؤكدة أن “عمليات التحصين والتدشيم ما تزال مستمرة في مختلف المحاور”.
وأضاف البيان أنه تم رصد مكالمات تحريضية لعناصر من قسد تدعو إلى تنفيذ أعمال تستهدف الجيش وقوى الأمن داخل مدينة حلب، لافتًا إلى أن القوات السورية تتعامل بدقة مع مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك المعتمدة.
من جانبه، أكد مسؤول في مكتب الإعلام والاتصال في منطقة دير حافر لسوريا 24 استمرار إغلاق المعبر مع مناطق سيطرة “قسد”.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت يسعى فيه السكان إلى استعادة حياتهم اليومية، فيما يؤكد كثيرون أن استمرار فتح الطرق وتأمين حركة المدنيين هو خطوة أساسية نحو تثبيت الهدوء ومنع تجدّد التوترات في المدينة.
