فاطمة الناشف من الرقة تحوّل المعاناة إلى قصة كفاح ونجاح

Facebook
WhatsApp
Telegram

فاطمة الناشف سوريا 24

في قرية حوجة زهرة الواقعة جنوب مدينة الرقة، تبرز قصة نجاح مميزة للمرأة الريفية فاطمة الناشف، التي تجاوزت صعوبات الحياة بعزيمتها وإصرارها. فقد انتقلت من مهنة الخياطة في المدينة إلى صناعة المونة في الريف، لتوفّر مصدر دخل يعينها على علاج أطفالها المصابين بمرض الكلى، ودعم أسرتها في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
من الخياطة إلى صناعة المونة

تقول فاطمة الناشف في حديثها لـ”سوريا 24″: “كنت أعمل في مجال الخياطة أثناء إقامتي في المدينة، لكن بعد انتقالنا إلى الريف تغيّر الوضع، ولم أعد أستطيع ممارسة المهنة بالشكل نفسه، فقررت الاتجاه إلى صناعة المونة المنزلية بالاعتماد على منتجات بستاني الخاص.”

انطلقت فاطمة من مواردها البسيطة لتؤسس مشروعها الصغير، معتمدة على ما تنتجه أرضها من محاصيل موسمية، مثل ورق العنب، مربى الورد، ودبس الرمان، لتصنع منها منتجات طبيعية تسوّقها داخل القرية والمناطق المجاورة.

كفاح من أجل الأسرة والعلاج

تعيش فاطمة حياة مليئة بالتحديات، إذ يعاني أطفالها من مرض مزمن في الكلى يتطلّب رعاية طبية مستمرة وتكاليف مرتفعة. وتوضح قائلة: “أطفالي يحتاجون إلى علاج دائم، ومصاريف العلاج كبيرة، لذلك أعمل في صناعة المونة لأتمكّن من المساهمة في تأمين احتياجاتهم اليومية وتكاليف علاجهم.”

من خلال جهدها اليومي، استطاعت فاطمة تحويل عملها المنزلي إلى وسيلة فعالة لدعم أسرتها، وتخفيف الأعباء المادية التي تواجهها.

إصرار لا يعرف التوقف

لا تقتصر صناعة المونة لدى فاطمة على موسم معين، بل أصبحت عملاً مستمراً على مدار العام. وتقول: “أعمل طوال العام في تحضير المونة، فاحتياجاتنا لا تتوقف ودخلنا محدود، لذلك أحاول أن أستمر في الإنتاج بشكل دائم لضمان مصدر رزق مستقر.”

تعبّر كلماتها عن روح المرأة الريفية الصامدة التي لا تعرف الاستسلام، بل تواصل العمل بإرادة قوية رغم صعوبة الظروف.

نموذج ملهم للمرأة الريفية

تُعدّ فاطمة الناشف مثالاً يحتذى به في الإصرار والاعتماد على الذات، إذ استطاعت أن تحوّل واقعها الصعب إلى فرصة حقيقية للنجاح. ومن خلال مشروعها الصغير، ساهمت في تحسين أوضاع أسرتها، وأثبتت أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تغيير الواقع مهما كانت التحديات.

قصة فاطمة ليست مجرد تجربة شخصية، بل رسالة أمل تعبّر عن قدرة المرأة الريفية السورية على الصمود والإبداع، وتحويل المعاناة إلى طاقة إيجابية تبني بها حياة أفضل لها ولأسرتها

مقالات ذات صلة