صيادو الحسكة يبدأون التحضيرات لموسم الطير الحر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

بدأ صيادو محافظة الحسكة التحضيراتَ لموسم صيد الطير الحر منذ العشرين من شهر آب الماضي، في طقسٍ سنوي يجمع بين الشغف والخبرة المتوارثة عبر الأجيال.
يؤكد الصياد حمادة سنجار في حديثه لـ”سوريا 24” أن الصيد لم يعد مجرد هواية، بل أصبح مهنة قائمة على الخبرة والصبر والجهد المستمر، رغم التحديات الاقتصادية والتنظيمية.

البداية منذ الصبا

يقول سنجار: “بدأت ممارسة الصيد منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري. ومع مرور الوقت، تحولت الهواية إلى شغف، ثم إلى مهنة متكاملة. تعلمت أصول الصيد على يد عمي الراحل أحمد السنجار، الصياد الأول في عائلتنا، الذي ورثنا حب البر والطير.”

ويضيف: “كصيادين، لا ننتظر بداية الموسم لنستعد له، بل نبدأ التحضيرات منذ أواخر شهر آب، عبر ترتيب معداتنا، وتنظيم وقتنا، وتخصيص جهودنا بالكامل للصيد. فالصيد ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل طقس متكامل يشمل تجهيز شباك الصيد، إعداد الطُّعْم، والتحضير لكل التفاصيل الدقيقة التي تساهم في نجاح الموسم.”

موسم الطير الحر

يبدأ موسم صيد الطير الحر عادة في العشرين من آب ويستمر حتى منتصف كانون الثاني تقريبًا. خلال هذا الموسم، يبقى الصيادون يقظين، يراقبون السماء بصبر، ويركزون على التقاط أي فرصة لصيد الطيور.

ويضيف سنجار: “الطير الحر يتميز بجناحه الحاد الذي يشبه الرقم (4)، وبجسمه الانسيابي الذي يذكّر بالحربة أو السكين. ومن أبرز أنواع الطيور التي نصطادها: الصقر الحر، والشاهين. ويمكن تمييز كل نوع من طريقة الطيران، وشكل الجسم، والعين، وحتى الصوت.”

أدوات وتقنيات الصيد

يشير سنجار إلى أهمية “النَّكْل” أو ما يُعرف بـ”الباشق”، وهو طائر صغير يتم تدريبه بطريقة خاصة.
ويشرح: “نقوم بتغطية عينيه جزئيًا، ونضع تحت جناحه طائرًا ميتًا على الشبك لجذب الطيور الكبيرة، مثل الطير الحر أو الشاهين، حيث يظنان أنها فريسة سهلة، وفي تلك اللحظة تتم عملية الصيد.”

التحديات الاقتصادية والقانونية

يضيف سنجار: “الصيد ليس مجرد حظ أو مهارة، بل يتطلب موارد مادية وجهدًا كبيرًا. الصياد يحتاج إلى سيارة، ومعدات، ورفقة لمساعدته، بالإضافة إلى تكاليف الوقود، والطعام، ومستلزمات الرباط. وغالبًا ما نمضي ساعات طويلة من طلوع الشمس حتى غروبها دون صيد أي طير، لذلك فالصبر عنصر أساسي.”

ويشير إلى الجانب القانوني: “يجب على الصيادين الحصول على تراخيص رسمية من الإدارة المعنية، ما يتيح لهم الحركة ضمن مناطق الصيد بشكل قانوني، ويساعد في تنظيم المهنة، والحد من الصيد العشوائي.”

الصيد متعة وراحة نفسية

يختم سنجار حديثه بالقول: “الصيد أكثر من مجرد مهنة أو مصدر رزق، إنه متعة وراحة نفسية. حين نتواجد في البر، بعيدًا عن ضجيج الحياة، نشعر بالحرية والسكينة، وكأننا عدنا إلى أصل الطبيعة. قد يتحقق أحيانًا ربح مادي من صيد الطير، لكن القيمة الحقيقية تكمن في الشغف والصبر الذي يعلّمه الصيد.”

مقالات ذات صلة