تشهد مدينة حمص، وتحديداً حي باب السباع، جدلاً واسعاً حول واقع النظافة وتراكم النفايات في شوارع الحي، وسط تضارب في الآراء بين السكان المحليين وممثلي الجهات المعنية.
شكاوى من بعض السكان: غياب الحاويات وتراكم القمامة
نقل إياد رحال، أحد أعضاء مجلس حي جب الجندلي، مجموعة من الشكاوى الواردة من سكان حي باب السباع، كان أبرزها ما ورد في رسالة أحد المواطنين، حيث قال: “في صباح اليوم دخلت حي باب السباع، فهالني ما رأيت. المشكلة الأولى أن الشارع الرئيسي في باب السباع يخلو تماماً من حاويات القمامة، والمشكلة الثانية أن بعض المحال التجارية تترك النفايات في الشارع، أما المشكلة الثالثة فهي غياب سلال القمامة المخصصة للمارة بين المحال التجارية. وتتمثل المشكلة الرابعة في أن الحاوية الوحيدة موجودة في شارع فوزي قصيرة، وهو شارع بعيد نسبياً عن الشارع الرئيسي، أما المشكلة الخامسة، فهي أن هناك حاويتين في شارع المريجة، لكن السكان يرمون القمامة بجانب الحاوية وليس بداخلها”.
ويضيف المواطن مقترحاً للحل: “ينبغي على كل صاحب محل أن ينظف أمام محله، لا سيما في نهاية اليوم عند إغلاق المحال، حيث يتم جمع القمامة ورميها في الحاوية، حتى وإن كانت بعيدة قليلاً. لا بد من الانتباه إلى مسألة النظافة العامة”.
نقص في العمال وتمييز في الخدمات
وأوضح إياد رحال في حديث لمنصة سوريا 24، أن شارع باب السباع الرئيسي يُعد سوقاً تجارياً نشطاً، لكن المشكلة لا تقتصر على المحال، بل تشمل أيضاً الأهالي الذين يتركون القمامة في الشوارع. وأشار إلى أن بعض السكان يرفضون وجود الحاويات قرب منازلهم، مما يزيد من صعوبة توزيعها بشكل عادل.
وأضاف: “هناك نقاط في الحي لا توجد فيها حاويات إطلاقاً، وتتراكم فيها القمامة بشكل مزعج. سيارات القمامة تمر فقط لأخذ ما بداخل الحاويات، دون وجود عمال لتنظيف الشوارع”.
وتابع: “كما أن هناك تمييزاً واضحاً في الخدمات بين الأحياء، فالمناطق التي شهدت تهجيراً ونزوحاً تعاني من تردٍّ كبير في مستوى الخدمات”.
وأكد أن مجلس حي جب الجندلي يعمل على تنظيم مبادرات تطوعية لتنظيف الشوارع، لكنه أقر بوجود تجاوزات في رمي القمامة والركام، مشيراً إلى أن المجلس يسعى لتدارك الأمر قريباً.
فريق “يلا سوريا”: لا نقص في الحاويات
من جهته، نفى حسن الأسمر، مسؤول فريق “يلا سوريا” الشبابي التطوعي، وجود نقص في حاويات القمامة، مؤكداً في حديث لمنصة سوريا 24 أن حي باب السباع يحتوي على عدد جيد منها، وأن مجلس المدينة وفّر نحو 250 حاوية موزعة على عدد من أحياء حمص. وقال: “لا أعتقد أن هناك نقصاً في الحاويات، المشكلة قد تكون في طريقة الاستخدام أو الالتزام من قبل السكان”.
ووسط كل ذلك، يتضح من تعدد الآراء أن أزمة النظافة في حي باب السباع ليست مجرد نقص في الحاويات، بل تتداخل فيها عوامل تتعلق بسلوكيات السكان، وتوزيع الحاويات، وغياب العمال، وتفاوت الخدمات بين الأحياء.
وبين جهود المجلس المحلي ومبادرات الفرق الشبابية، تبقى الحاجة ملحّة إلى خطة شاملة تضمن بيئة نظيفة وصحية لجميع سكان حمص.