في ظل تصاعد المخاوف من تدهور الوضع الأمني في منطقة سهل الغاب، تزايدت المطالبات الشعبية بعودة الحواجز الأمنية التي كانت منتشرة في مداخل ومخارج القرى والبلدات، بعد أن تم سحب جزءٍ منها مؤخراً ضمن ترتيبات داخلية بين الفِرَق الأمنية.
ورغم غياب إحصائيات رسمية عن أعداد هذه الحواجز نظراً لطبيعتها غير الثابتة، حسب مراسل منصة سوريا 24 في حماة، فإن سكان المنطقة يؤكدون أن غيابها أحدث فراغاً أمنياً ملحوظاً، زاد من شعورهم بالقلق وعدم الطمأنينة.
غياب الحواجز يُولّد قلقاً مجتمعياً
وأفاد مراسلنا بأن سحب الحواجز تم دون إعلام مسبق للسكان، ما ولّد حالة من التوجّس في صفوف الأهالي، خصوصاً في ظل التوترات الأمنية التي تشهدها بعض المناطق المحيطة.
ويُجمع السكان على أن هذه الحواجز كانت تُشكّل عامل طمأنينة ووسيلة فعّالة للاستجابة السريعة لأي طارئ، فضلاً عن دورها في منع تسلّل العناصر المشبوهة أو انتشار الجرائم البسيطة.
الحواجز كعامل أمان
وقال علي ونوس من سكان سهل الغاب في حديث لمنصة سوريا 24: “عودة الحواجز، بل وحتى تكثيفها، هو مطلبٌ جماهيري صريح. فالإنسان يشعر بنوعٍ من الأمان حين يرى وجوداً أمنياً منظماً في منطقته”.
وأضاف: “يصف الأهالي تعامل عناصر الحواجز بأنه متعاون وسريع الاستجابة في الحالات الطارئة؛ ففي كل مرة واجهنا فيها مشكلة، كنا نتوجّه إليهم، فكانوا يبادرون بالتدخل السريع لمنع تفاقم الوضع”.
وتابع: “بعض الصفحات الوهمية والمحرّضة تحاول اليوم زرع الفتنة بين الأهالي والأجهزة الأمنية، لكن الحقيقة التي يعرفها من يعيش على أرض الواقع هي أن العلاقة قائمة على الاحترام والتعاون”.
وختم مؤكداً أن: “المجتمع اليوم أصبح واعياً لتلك الأساليب التي لا تهدف سوى إلى خلق الفوضى وتشويه صورة الاستقرار، ومن هنا نحن نطلب الأمان، وهذه الحواجز تمنحنا شعوراً حقيقياً به، لا كما يصوّره البعض من صفحاتٍ لا هدف لها سوى التحريض والتخريب”.
تعزيز الوجود الأمني لا تقليصه
من جانبه، أكد المواطن حيدر علي في حديث لمنصة سوريا 24، أن “الأهالي، في ظل الظروف الأمنية المتقلبة، يطالبون بعودة الحواجز الأمنية وتكثيفها في مناطقهم، باعتبارها عاملاً أساسياً للطمأنينة وسرعة الاستجابة لأي حادث طارئ”.
وأشار علي إلى أن “تعامل عناصر الحواجز خلال الفترات السابقة كان جيداً جداً، إذ أظهروا تعاوناً واضحاً وقدرة على التدخل الفوري لحل الإشكالات اليومية، ما عزّز شعور السكان بالأمان والاستقرار”.
وأضاف: “هذا المطلب لا ينبع من خوفٍ عشوائي، بل من حرص المجتمع المحلي على الحفاظ على ما تحقق من استقرار، وتعزيز دور المؤسسات الأمنية في حماية المواطنين وتأمين مناطقهم”.
مقاربة مختلفة لتفسير الانسحاب
في المقابل، يرى بعض المتابعين أن تقليص عدد الحواجز قد يكون جزءاً من خطة لإعادة تنظيم الوجود الأمني، دون أن يعني ذلك تراجعاً في مستوى الحماية أو المتابعة الميدانية. ويشير هؤلاء إلى أن تخفيف الحواجز قد يسهم في تسهيل الحركة اليومية والحد من الازدحام، مع الحفاظ على الجهوزية الأمنية عند الحاجة.
مصدر أمني يوضح
وأفاد مصدر أمني خاص في حديث لمنصة سوريا 24 بأن “سحب قوات وزارة الدفاع من الشوارع يأتي لتخفيف احتكاكهم مع المدنيين، إضافة إلى أن كثافة الحواجز تعني أن المنطقة غير آمنة”.
مطلب شعبي لتعزيز الاستقرار
ويرى كثير من الأهالي أن وجود الحواجز الأمنية يعكس ثقتهم بالمؤسسات الأمنية ودورها في حفظ الاستقرار، وأنها ليست انتهاكاً لحرياتهم، بل وسيلة لحماية حياتهم اليومية وضمان أمنهم.
وبين مطالب الأهالي بالعودة الكاملة للحواجز وتوضيحات الجهات الأمنية حول تقليصها، تبقى مسألة تحقيق التوازن بين الأمان وسهولة الحركة محل نقاشٍ محلي في سهل الغاب.