ريف دمشق: السكان تحت ضغط الإيجارات وتراجع الخدمات في جديدة الفضل

Facebook
WhatsApp
Telegram

سلطان الأطرش - سوريا 24

يواجه سكان منطقة جديدة الفضل بريف دمشق واقعًا خدميًا صعبًا يتفاقم يومًا بعد يوم، وسط انقطاع متكرر للمياه والكهرباء، وتراجع مستوى النظافة العامة، وضعف وسائل المواصلات، في وقت تشهد فيه المنطقة ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الإيجارات، ما يجعل الحياة فيها عبئًا ثقيلًا على معظم الأسر محدودة الدخل.

يقول محمد العلي، أحد سكان المنطقة، لسوريا 24: إن الواقع الخدمي “سيئ للغاية”، موضحًا أن المياه لا تصل إلى المنازل على الإطلاق، الأمر الذي يجبر الأهالي على الاعتماد بشكل كامل على صهاريج المياه الخاصة، التي تُباع بأسعار مرتفعة تفوق قدرة الكثيرين على تحملها. وأضاف أن أزمة المياه المستمرة تسببت في مشكلات صحية ومعيشية، إذ يصعب تأمين احتياجات الأسر اليومية من الشرب والغسيل والتنظيف.

ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للكهرباء، إذ يشير العلي إلى أن التيار الكهربائي لا يتوافر إلا لساعتين في الصباح وساعتين في المساء، دون جدول ثابت أو انتظام، مما يعطل حياة السكان اليومية ويؤثر على أعمالهم، وخاصة أولئك الذين يعتمدون على الكهرباء في تشغيل أدواتهم أو معداتهم الصغيرة. ويضيف: “الكهرباء تأتي في أوقات غير متوقعة، وقد تمر أيام كاملة دون أن نرى الضوء داخل منازلنا”.

أما عن النظافة، فيوضح العلي أن ضيق الشوارع وسوء التنظيم العمراني يمنع سيارات القمامة من الوصول إلى معظم الأحياء، ما يضطر الأهالي إلى حمل النفايات لمسافات طويلة تصل إلى نحو 700 متر للوصول إلى الحاويات القليلة المنتشرة في أطراف المنطقة. ويؤكد أن تراكم النفايات في بعض الزوايا أصبح يشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات.

من جانبه، يشارك أبو أحمد، أحد سكان الحي منذ أكثر من عشر سنوات، الرأي ذاته، مؤكدًا أن الوضع بات “لا يُطاق” في ظل غياب أي حلول فعلية من الجهات المعنية. ويقول لسوريا 24: “نعيش في منطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، لا ماء، لا كهرباء، ولا طرق منظمة. ومع ذلك، ترتفع الإيجارات بشكل غير منطقي، إذ يتراوح إيجار المنزل العادي بين 300 و400 دولار شهريًا، وهو مبلغ لا يتناسب إطلاقًا مع مستوى الخدمات المقدَّمة ولا مع قدرة السكان الشرائية”.

ويضيف أبو أحمد أن المواصلات تمثل تحديًا إضافيًا أمام سكان جديدة الفضل، فبسبب ضيق الطرقات والعشوائيات المتراكمة، تعجز وسائل النقل العامة عن الوصول إلى معظم أجزاء المنطقة، ما يجبر السكان على السير لمسافات طويلة للوصول إلى المواصلات، أو الاعتماد على سيارات خاصة بأسعار مرتفعة.

في ظل هذه الظروف الصعبة، يأمل الأهالي أن تتحرك الجهات المختصة بشكل عاجل لتحسين الواقع الخدمي في جديدة الفضل، عبر إصلاح شبكات المياه والكهرباء، وتوفير نظام نظافة فعّال، وتنظيم الطرق والمواصلات، بما يخفف من معاناتهم اليومية ويعيد للمنطقة جزءًا من الاستقرار المفقود.

 

مقالات ذات صلة