أهالي يلدا يشكون واقعًا مريرًا: لا كهرباء، لا طرق، ولا رقابة

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

تعيش مناطق ريف دمشق الجنوبي أوضاعًا خدمية متردية، تتوزع بين انقطاع الكهرباء، وتراكم القمامة، واهتراء الطرق، وغياب الخدمات الصحية والبلدية، فيما لا تزال بعض الأحياء تعاني آثار الحرب حتى اليوم.

في بلدة يلدا، يصف أبو أحمد، أحد سكان الحي، حالة الشوارع قائلًا: “في شارع دعبول، تحديدًا عند الجورة الواقعة وسط الطريق، الوضع خطير جدًا، خصوصًا ليلًا، فالرؤية منعدمة تمامًا، ونخشى سقوط السيارات أو الدراجات وحتى الأطفال فيها. قبل أيام، سقط طفل من مدرسة هايل عبد الله داخل الجورة، ولحسن الحظ نجا بأعجوبة”.

ويؤكد أن القمامة منتشرة على جانبي الطريق، وخاصة في الأحياء الطرفية، في ظل غياب واضح لخدمات النظافة، مما يفاقم الروائح الكريهة وانتشار الحشرات.

حي السليخة… حيّ منسيّ وسط الركام

يقف حي السليخة شاهدًا على الإهمال والنسيان، فالحياة هناك بالكاد تسير وسط أكوام الأنقاض التي لا تزال تملأ الشوارع منذ سنوات، فيما تتراكم النفايات على جوانب الطرق دون أن تُرحل، مسببة روائح خانقة وانتشارًا للحشرات والأمراض.

يقول أبو جعفر، أحد سكان الحي، إنهم يعيشون “وسط ركام الحرب وبقاياها”، مشيرًا إلى أن خدمات النظافة معدومة تمامًا، وأن البلدة لم تشهد أي حملة ترحيل أو تنظيف منذ أشهر.

الأخطر، كما يوضح أبو جعفر لـ”سوريا 24″، أن حفر الصرف الصحي المكشوفة تحولت إلى مصدر خطر دائم، حيث سُجلت عدة حالات سقوط، خاصة بين الأطفال. ويضيف: “الليل في السليخة مظلم تمامًا، فلا إنارة في الشوارع، ولا حتى مصابيح أمام المنازل، مما يجعل التنقل بعد الغروب مغامرة محفوفة بالمخاطر”.

في غياب الإنارة والخدمات الأساسية، يبدو حي السليخة وكأنه خارج حسابات الجهات المعنية، بينما يواصل سكانه حياتهم اليومية وسط بيئة غير آمنة وصعوبات لا تنتهي.

أما محمد علي، وهو من سكان حي الزين، فيتحدث عن واقع الخدمات الأساسية قائلًا: “الكهرباء مقطوعة أغلب اليوم، ولا يوجد برنامج تقنين واضح. الشوارع محفرة بنسبة تتجاوز 90% من البلدة وتحتاج إلى تعبيد عاجل، إضافة إلى أن حفريات مياه الشرب لم تُستكمل منذ أكثر من شهر، ما ترك الطرق مليئة بالردميات والحصى”.

ويضيف محمد علي أن الازدحام أمام الفرن الآلي بات مشهدًا يوميًا، إذ ينتشر الباعة العشوائيون حوله، ما يسبب فوضى وصعوبة في الحصول على الخبز.

كما يشير إلى أن حيي السليخة والزين ما يزالان يرزحان تحت أنقاض الحرب، حيث تنتشر الأنفاق والمخلفات الحربية، ويغيب أي شكل من أشكال مقومات الحياة.

أصوات وضوضاء تملأ المكان

يلفت محمد علي إلى مشكلة أخرى تؤرق السكان، وهي انتشار الدراجات النارية بين الأطفال دون السن القانونية، ما يسبب فوضى في الشوارع وحوادث متكررة.

يضيف: “الأصوات المزعجة لهذه الدراجات لا تتوقف، خصوصًا في فترات الليل، مما يجعل الأهالي يعيشون حالة من الإزعاج الدائم وغياب الهدوء داخل الأحياء السكنية”.

من جهتهم، يشتكي الأهالي من غياب شرطة المرور رغم الكثافة السكانية العالية، خصوصًا في ساحة الكشك ودوار الباسل، مما يؤدي إلى ازدحام خانق نتيجة انتشار البسطات والتعديات على الأرصفة والطرقات.

ويؤكد السكان أن خدمة الهاتف الأرضي منقطعة بنسبة 90%، فيما يعاني مركز يلدا الصحي من ترد شديد في النظافة وسوء معاملة بعض العاملين، إضافة إلى نقص حاد في المواد الطبية الأساسية.

أصوات تنتظر الحل

يطالب أهالي يلدا الجهات المعنية بإطلاق حملة خدمية عاجلة تشمل رفع القمامة، وردم الحفر، وتأهيل الطرق، وضبط الأسواق، وإعادة تفعيل المرافق العامة. فما تعيشه البلدة اليوم – كما يقول الأهالي – ليس نقصًا في الخدمات فحسب، بل غيابًا شبه كامل لمظاهر الحياة الطبيعية.

 

مقالات ذات صلة