طرطوس: الشتاء القادم يثقل كاهل الأهالي مع ارتفاع أسعار التدفئة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

مع اقتراب فصل الشتاء، يعيش أهالي ريف طرطوس حالة من القلق المتزايد جراء ارتفاع أسعار مواد التدفئة وغياب أي بوادر دعم حكومي أو إغاثي فعّال، في ظل ظروف معيشية صعبة تعصف بالأسر محدودة الدخل التي تجد نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ: البرد أو الديون.

المازوت والحطب بعيد عن متناول الأهالي

يقول أحمد العلي، أحد سكان الريف في حديث لمنصة سوريا 24، إن “توفير المازوت حتى الآن لم يُبحث بعد، وإن وُجد فهو بأسعار مرتفعة جداً، حيث لا يستطيع أكثر من 90% من الأهالي شراءه”.

ويضيف أن: “أسعار الحطب بدورها أصبحت بعيدة عن متناول كثيرين، ما يدفع البعض إلى جمع الحطب من أراضيهم أو حتى قطع أشجار معمّرة، إمّا لبيعها أو لاستخدامها في التدفئة”.

الدعم الإغاثي ضعيف

ويشير إلى أن “الدعم من المنظمات الإنسانية ضعيف جداً، إن لم يكن معدوماً تماماً”، موضحاً أن “سعر لتر المازوت يبلغ حالياً نحو عشرة دولارات، ويتغير تبعاً لتقلبات سعر الصرف”. ويضيف أن “سعر الكيلوغرام الواحد من الحطب يتراوح بين 1400 و2300 ليرة سورية، بحسب النوع والجودة”.

ويتابع قائلاً: “أسرتي مكوّنة من سبعة أشخاص، ونحتاج شهرياً إلى ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ليرة لتغطية الطعام والشراب فقط، من دون احتساب التدفئة أو تكاليف المواصلات والجامعات”.

الأهالي مجبرون على “الديون”

من جهته، يؤكد عبد الله أبو حيان، من سكان ريف طرطوس أن معظم الأهالي “يضطرون إلى الاستدانة أو بيع ممتلكاتهم لتأمين حاجاتهم الأساسية، في ظل غياب فرص العمل وتراجع النشاط الاقتصادي”.

ولفت إلى أن “أرخص مدفأة من النوع العادي تصل اليوم إلى نحو 50 دولاراً”، ما يدفع العديد من العائلات إلى “الاحتفاظ بالمدافئ القديمة، رغم رداءة حالتها الفنية”.

وحذّر أبو حيان من “مخاطر الاعتماد على الفحم الحجري في التدفئة، إذ يتسبب الدخان المنبعث منه بحالات اختناق قد تكون قاتلة، خاصة أثناء النوم”.

ومع انحسار الدفء وتراجع الموارد، يبدو أن شتاء ريف طرطوس هذا العام سيكون قاسياً، لا سيما على الفئات الفقيرة التي لم تعد تجد ما تواجه به برداً يتسلل إلى البيوت كما إلى الأرواح.

مقالات ذات صلة