آية حمزة من الحسكة تمتهن الحدادة وتصنع لنفسها مساحة في عالم الإبداع

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

آية حمزة، شابة من الحسكة تبلغ من العمر 18 عامًا، اختارت أن تمارس مهنة الحدادة التي تعلّمتها من والدها، وتحوّلها إلى تجربة فنية تعبّر فيها عن شغفها بالعمل اليدوي والإتقان.

منذ طفولتها كانت ترافق والدها إلى الورشة، تراقب خطواته وتتعرف على الأدوات وتكتسب معرفة تدريجية بالمهنة. تقول آية إن وجودها في الورشة لم يكن بدافع التعلّم في البداية، بل بسبب حبها للبقاء بجانب والدها، لكن مع مرور الوقت بدأت تشارك في العمل بشكل عملي، لا سيما عندما واجهت الأسرة ظروفًا اقتصادية صعبة دفعتها لتحمل المسؤولية معه.
وتضيف: “كنت أمتلك معرفة أولية بالمهنة تصل إلى نحو 50%، وهذا ساعدني على الاندماج بسرعة واكتساب الخبرة بشكل أوسع.”

تحوّل الفضول إلى حب حقيقي للمهنة، وصار العمل بالنسبة لها مصدر فخر شخصي وارتباط بعالم الإبداع اليدوي. تقول: “أول عمل أنجزته بيدي كان حماية خارجية لباب وشباك، ومع الوقت طورت مهاراتي وصممت زخارف وأشكالًا متنوعة من الحديد، حتى أصبحت المهنة بالنسبة لي هواية وشغفًا.”

ورغم بعض التعليقات التي واجهتها في البداية من أشخاص لم يتقبلوا بسهولة فكرة أن تعمل شابة في ورشة حدادة، إلا أن آية لم تنشغل بذلك، موضحة أن المهن لا تُقاس بنوع من يمارسها، بل بقدرته على الإتقان والإبداع.
وتتابع: “العمل في النهاية مهارة، وليس له علاقة بالجنس أو الشكل، المهم أن ينجزه الإنسان بحب وإرادة.”

تستخدم آية أدوات الحدادة الأساسية مثل آلة اللحام والمطرقة وجهاز الجَرْخ، وقد أتقنت التعامل معها بثقة، لتصبح مثالًا لجيل شاب يرى في المهن اليدوية مصدر إبداع لا تحدّه الصور المسبقة.

وتختتم آية حديثها قائلة: “أدعو كل شاب وفتاة إلى الاعتماد على أنفسهم وملاحقة شغفهم دون الالتفات لأي نظرة تقليدية. القوة الحقيقية في الإرادة والتعلّم، ويسعدني أن أشارك خبرتي مع أي شخص يريد خوض هذه التجربة.”

اليوم، تمثّل آية حمزة نموذجًا للإصرار والطموح، ورسالة بأن الشغف والمعرفة قادران على فتح الأبواب أمام كل من يسعى لتعلّم مهنة وإتقانها.

مقالات ذات صلة