المنظمة السورية الألمانية تطلق علاج اضطرابات القلب الكهربائي في مشفى حلب الجامعي

Facebook
WhatsApp
Telegram

رامي السيد - سوريا 24

أطلقت الجمعية الطبية السورية الألمانية (SGMA)، بالتعاون مع مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية، أولى المبادرات العلاجية المتقدمة لعلاج اضطرابات نظم القلب، وذلك باستخدام تقنية الدراسة الكهربائية للقلب والكي الكهربائي (Electrophysiology and Ablation)، داخل مشفى حلب الجامعي.

وقد نُفذت هذه الإجراءات بإشراف فريق مشترك من الأطباء السوريين والألمان، حيث مثّلت نقلة نوعية في التعامل مع أمراض القلب المعقّدة، لا سيما لدى المرضى الذين ظلوا لسنوات يعتمدون على العلاج الإسعافي المؤقت دون الوصول إلى حل جذري لحالاتهم.

وفي هذا السياق، قال الدكتور عبيدة العثمان، اختصاصي الفيزيولوجيا الكهربائية للقلب في ألمانيا، لسوريا 24: “بدأنا اليوم أول سلسلة من إجراءات الدراسة الكهربائية وعمليات الكي للمرضى الذين انتظروا هذا العلاج طويلاً”، مشيراً إلى معاناة هؤلاء المرضى من نوبات متكررة، وأنّ علاجهم كان يتم بالإبر بشكل مؤقت.

وأكد أن “العلاج الحقيقي للمرض هو الكي الكهربائي”، وأنّ الفريق أجرى أول عملية بنجاح، وأنه سيستكمل الحالات المتبقية خلال اليومين المقبلين.

وأوضح العثمان أن الفريق الطبي يستهدف في هذه المرحلة المرضى الذين يعانون من اضطرابات نظم قلبية متكررة، ولم تُجدِ معهم الأدوية نفعاً، مشيراً إلى أن التنسيق جارٍ مع أطباء في مختلف المحافظات لتحديد الحالات التي تستحق التدخل.

وأضاف: “عدد الحالات المدرجة حالياً هو سبع، وقد يرتفع إلى تسع حالات. ونعمل على وضع برنامج زيارات طبية دورية خلال العام، بما يضمن تقديم هذا النوع من العلاج في مناطق أخرى داخل سوريا”.

وأشار العثمان إلى أن هذا الإنجاز لم يكن ليتم لولا الشراكة الفعالة بين مشفى حلب الجامعي، والجمعية الطبية السورية الألمانية، ومؤسسة الرواد، موجهاً شكره العميق لوزارتي الصحة والتعليم العالي على دعمهما المباشر لهذا العمل.

من جانبه، أكد الدكتور عمرو صاخوري، اختصاصي أمراض كهربائية القلب، أن الفريق استخدم تقنية ثلاثية الأبعاد لرسم خارطة دقيقة لنظام القلب الكهربائي، وتحديد مصدر الاضطراب بدقة عالية، ما قلّل الحاجة إلى الأشعة ورفع نسبة الأمان.

وقال لسوريا 24: “إنّ هذه التقنية مكّنتنا من تحديد بؤرة الخلل بدقة فائقة وكيّها بالكامل. والحمد لله، جميع الحالات التي أُنجزت حتى الآن كانت ناجحة. نطمح إلى توسيع نطاق هذه التجربة لتشمل المزيد من المرضى خلال الأيام المقبلة”.

ويُعد هذا المشروع مثالاً فعلياً للتعاون السوري–الألماني في قطاع الرعاية الصحية، كما يمثل بارقة أمل لعشرات المرضى المصابين باضطرابات نظم القلب المزمنة في شمال سوريا، الذين لم يكن يتوفر لهم سابقاً سوى العلاج المؤقت أو السفر إلى الخارج لتلقي مثل هذا النوع من التدخل.

 

مقالات ذات صلة