نظّم عدد من الفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي في مدينة رأس العين اليوم وقفة احتجاجية أمام دوّار الجوزة، طالبوا خلالها بتقديم دعم عاجل للقطاع الزراعي وتحسين أوضاع المزارعين الذين يواجهون ظروفًا اقتصادية ومعيشية متدهورة، إلى جانب تفعيل مؤسسات الدولة المعنية لضمان إدارة أكثر كفاءة للموارد والخدمات الزراعية.
ورفع المشاركون لافتات عبّروا فيها عن معاناتهم المتزايدة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، داعين إلى تأمين المحروقات والبذور والأسمدة بأسعار مدعومة، وصيانة شبكات الري المتضررة، وتفعيل الدوائر الزراعية الرسمية للقيام بدورها في الإشراف والدعم الفني للفلاحين. كما شددوا على ضرورة وضع خطة وطنية متكاملة لدعم الزراعة باعتبارها أحد أعمدة الأمن الغذائي في المنطقة.
وقال المزارع محمد محي الدين لسوريا 24، وهو أحد المشاركين في الوقفة، إن واقع الزراعة في المنطقة بات «صعبًا للغاية» في ظل غياب الدعم وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج بشكل كبير. وأوضح أن الكثير من الفلاحين اضطروا إلى تقليص المساحات المزروعة هذا الموسم أو الامتناع عن الزراعة خوفًا من الخسائر، بعدما أصبحت الزراعة «مغامرة محفوفة بالمخاطر».
وأضاف محي الدين أن الزراعة، التي كانت في السابق مصدر رزق أساسي ومستقر لعدد كبير من العائلات، تحوّلت اليوم إلى عبء ثقيل على المزارعين الذين باتوا يعتمدون على الاستدانة لتأمين مستلزمات الموسم. وأشار إلى أن استمرار هذا الواقع يهدد بانحسار النشاط الزراعي وازدياد البطالة في الأرياف.
وطالب المحتجون الجهات الرسمية والمنظمات الداعمة بتقديم حزم دعم حقيقية ومستدامة تشمل تخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج، وضمان تسويق المحاصيل بأسعار عادلة، وتوفير القروض الميسّرة للفلاحين، مؤكدين أن إنقاذ الموسم الزراعي الحالي يتطلب تدخلاً سريعًا وجادًا يضمن استمرار هذا القطاع الحيوي ويخفف من معاناة المزارعين.
