تلبيسة: مطالبات بإعادة تفعيل “النافذة الواحدة” لتخفيف أعباء استخراج الوثائق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تتصاعد المطالبات من أهالي منطقة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، بإعادة تفعيل “النافذة الواحدة” ودائرة النفوس في مدينتهم، بعد توقفهما عن العمل منذ تحرير المنطقة، ما يجبر السكان على قطع مسافات طويلة إلى مدينة حمص لاستخراج أبسط الوثائق الرسمية.

يأتي ذلك، في ظل معاناة يومية تتضمن ازدحامًا شديدًا، وتكاليف نقل مرتفعة، وانتظارًا طويلًا في طوابير الدوائر الحكومية.

لا بديل سوى التوجه إلى حمص المدينة

وأوضح إبراهيم ياسين، من سكان المنطقة في حديث لمنصة سوريا 24 أن “النافذة الواحدة كانت تعمل في عهد النظام السابق، وكانت تُسهّل على الأهالي استخراج القيد العائلي والبيانات الشخصية دون عناء”، مضيفًا: “بعد تحرير المنطقة، توقف المكان تمامًا عن العمل، ولم يعد بإمكاننا سوى التوجه إلى حمص، رغم البُعد والصعوبات”.

وأشار ياسين إلى أن “مديرية المنطقة سبق أن تقدّمت بطلب رسمي إلى وزارة الداخلية لإعادة تفعيل دائرة النفوس والنافذة الواحدة”، مُشدّدًا على أن “الدوائر، لو عادت للعمل، ستخدم نحو 20 قرية من ريف حمص الشمالي، خصوصًا تلك القريبة من تلبيسة”. ولفت إلى أن “سكان القرى البعيدة يتحمّلون تكاليف مالية كبيرة جدًّا جراء تكرار التنقّل بين قراهم ومدينة حمص”.

الحاجة باتت ملحة جداً

من جانبه، أكد الدكتور سليم طه، عضو لجان الأحياء في تلبيسة في حديث لمنصة سوريا 24، أن “الحاجة إلى عودة هذه الدوائر أصبحت ملحّة أكثر من أي وقت مضى”.

ولفت إلى أن “النافذة الواحدة كانت تشهد ضغطًا كبيرًا حتى في السابق، فما بالك اليوم بعد توقّفها الكامل؟”.

وأضاف: “هناك وعود قريبة من الجهات المعنية بإعادة تشغيل الدوائر الحكومية في تلبيسة، وعلى رأسها النافذة الواحدة ودائرة النفوس”.

وأكّد طه أن “إعادة تفعيل هذه الخدمات سيوفّر على الأهالي الكثير من الوقت والمال، خصوصًا أن استخراج أكثر من وثيقة ثبوتية يتطلب زيارات متكررة إلى حمص، ما يزيد من الأعباء المالية والنفسية”.

كما أشار إلى وجود “مطالبات شعبية بإعادة إمكانية استخراج وثيقة ‘غير محكوم’ محليًّا، دون الحاجة للسفر”، معتبرًا أن “جميع هذه الخطوات تُعدّ ضرورية لتخفيف المعاناة اليومية عن كاهل السكان”.

وعود قريبة وأخرى مؤجلة

من جهته، أوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة تلبيسة، عبد المجيد الشعبان في حديث لمنصة سوريا 24: “إن المشكلة من مديرية النفوس بمدينة حمص، والأمر مجرد وعود”، مضيفا: “كان عندنا اجتماع مع مدير المنطقة وطرحنا الموضوع”.

وتابع: “في شهر شباط، طلبنا من محافظ حمص إعادة تفعيل دائرة النفوس، وتم إرسال الطلب إلى المديرية، وبسبب تغيير الإدارة تعثّر الأمر، وتحدثت مع مسؤول النوافذ في محافظة حمص، فوعَدنا خيرًا”.

وزاد قائلاً: “أما بالنسبة للأحوال المدنية، فالعقبة من المديرية الأساسية في حمص، وهناك في كل مرة أعذار، منها أن تلبيسة ليست أولوية، ومرة أعذار أخرى، ولكن وحسب مدير المنطقة، سيتم تفعيل دائرة النفوس بنهاية العام، لكن غير معروف متى سيتم تفعيل النافذة الواحدة”.

كثافة سكانية متزايدة

ويُذكر أن منطقة تلبيسة، التي تقع على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال شرق مدينة حمص، تُعدّ من المراكز الحيوية في الريف الشمالي، وتشهد كثافة سكانية متزايدة، ما يجعل الحاجة إلى خدمات إدارية محلية أكثر إلحاحًا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان.

وفي انتظار استجابة الجهات المعنية، يبقى أهالي تلبيسة وقراها يأملون أن تُترجم الوعود إلى خطوات فعلية على الأرض، تعيد لهم جزءًا من كرامتهم وراحتهم في استخراج أبسط حقوقهم المدنية دون عناء أو تكلفة باهظة.

مقالات ذات صلة