يعاني سكان مدينة دير الزور من تدهور ملحوظ في واقع النقل الداخلي، في ظل شحٍّ حاد في عدد الباصات المخصصة لنقل المواطنين بين الأحياء، وارتفاع واضح في أجور سيارات الأجرة “التكاسي”، ما حوّل التنقّل اليومي إلى عبء ثقيل على كاهل الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن السوري.
مشاكل خدمية تزداد بشكل يومي
ويصف عبد الرزاق الحمد، أحد سكان المدينة، في حديث لمنصة سوريا 24، الوضع بـ”المأساوي”، موضحًا أن “المشاكل الخدمية تتزايد يومًا بعد يوم”، مشيرًا إلى أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وتردي واقع النقل، وغياب فرص العمل، وتكاليف إصلاح المنازل المتضررة، كلها عوامل تثقل كاهل المواطن البسيط الذي لم يعد قادرًا على تحمّل هذه النفقات الباهظة.
فرق بين أجور النقل الداخلي والتكاسي العامة
ويُبرز الحمد الفجوة الهائلة في تكلفة التنقّل بين وسائل النقل المتاحة، إذ يبلغ أجر باص النقل الداخلي بين حيّين في المدينة 1000 ليرة سورية فقط، بينما تصل تكلفة الرحلة نفسها عبر التكسي إلى 35 ألف ليرة، أي ما يعادل 35 ضعفًا من سعر الباص.
ويؤكد أن “الفرق واسع وكبير وباهظ على الناس”، مضيفًا أن “البدائل الوحيدة المتبقية هي الدراجة النارية أو الانتظار لساعات طويلة حتى يظهر باص نادر”.
ويشير الحمد إلى أن المعاناة الأكبر تتركّز على خطوط معيّنة، خصوصًا بين حي الصناعة ومركز المدينة، وكذلك بين حي هرابش والبلد، حيث يضطر المواطنون للانتظار لساعات تحت الشمس أو المطر، دون يقين بوصول وسيلة نقل في نهاية المطاف.
ويشدّد على أن “وجود باصات نقل داخلي كافية سيُحدث فرقًا كبيرًا، وسيجعل الأمور ممتازة جدًّا”.
قلة الإمكانات المالية تعيق حل الأزمة
من جهته، أكّد مصدر خدمي في مكتب العلاقات العامة بمجلس مدينة دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24، أن الجهات المعنية في مديرية النقل “تعمل على حل أزمة النقل الداخلي”، لكنه أشار إلى أن “قلة الإمكانات المالية تُعدّ العائق الرئيسي أمام تطوير الخدمة”.
وأوضح المصدر أن عدد الباصات العاملة في النقل الداخلي لا يتجاوز 15 باصًا، وهي “كمية قليلة جدًّا ولا تكفي لخدمة أحياء المدينة الواسعة والمتزايدة السكان”.
ويُعدّ قطاع النقل الداخلي في دير الزور من أكثر القطاعات تأثرًا بالتداعيات الاقتصادية والبنية التحتية المتهالكة جراء سنوات الأزمة، ما دفع كثيرين إلى الاعتماد على وسائل بديلة غير آمنة أو مكلفة، في ظل غياب رؤية شاملة لإعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي.
ويطالب سكان دير الزور الجهات المعنية بسرعة التدخل عبر زيادة عدد الباصات، وضبط أجور التكاسي، ودعم صيانة المركبات العاملة، مشيرين إلى أن تحسين واقع النقل ليس رفاهية، بل ضرورة حياتية تمسّ ملايين الخطوات اليومية للمواطنين الباحثين عن لقمة عيش أو مواصلة أبنائهم إلى مدارسهم.