يشهد مشفى الأطفال التخصصي في مدينة الرقة ازدحامًا شديدًا في أقسامه المختلفة، وسط نقص واضح في الأدوية والمعدات الطبية، ما يضاعف من معاناة المرضى وذويهم، خصوصًا في ظل اعتماد شريحة واسعة من الأهالي عليه كمصدر شبه وحيد لتلقي العلاج المجاني لأطفالهم.
وأكد عدد من المراجعين للمشفى أن الحصول على موعد في العيادات الخارجية أو أقسام الأطفال حديثي الولادة أصبح تحديًا حقيقيًا، إذ يضطر كثير من الأهالي للانتظار ساعات طويلة أمام الأبواب، بينما يعود آخرون دون تمكنهم من معاينة أبنائهم بسبب الاكتظاظ.
وأوضح مراسل سوريا 24 في الرقة، نقلًا عن مصدر طبي داخل المشفى، أن عدد المراجعين يوميًا يتراوح بين 250 و300 طفل في أقسام الإسعاف والعيادات، وهو رقم يفوق الطاقة الاستيعابية للمشفى بأضعاف، ويشكّل ضغطًا كبيرًا على الكادر الطبي والتمريضي الذي يعمل بعدد محدود من العاملين.
كما تعاني الصيدلية الداخلية من نقص حاد في الأدوية الأساسية والمحاليل الوريدية، ما يجبر ذوي المرضى على شراء الدواء من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة، رغم أن أغلب المراجعين من الأسر محدودة الدخل أو من النازحين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقال أحمد، وهو من سكان مدينة الرقة، في حديث لـ”سوريا 24”: “أحضر ابني إلى المشفى منذ الفجر لأحجز دورًا، لكن الازدحام كبير جدًا، والأدوية في الصيدلية غير متوفرة، اضطررت لشراء الدواء من الخارج بثلاثة أضعاف السعر”.
في المقابل، أشار المصدر الطبي إلى أن النقص لا يقتصر على الأدوية فقط، بل يشمل الأجهزة والمعدات الأساسية، مثل أجهزة التنفس للأطفال وحديثي الولادة، ما يعيق تقديم الرعاية الكاملة في بعض الحالات الحرجة.
ويُعد مشفى الأطفال التخصصي، الذي أُنشئ عام 2022، المرفق الطبي الوحيد من نوعه في الرقة المتخصص بطب الأطفال والعناية بالحالات الولادية الحرجة، إلا أن تزايد أعداد المراجعين وتراجع الدعم المخصص له جعلاه يعمل في ظروف شبه طارئة بشكل دائم.
ويطالب أهالي مدينة الرقة وريفها بضرورة تأمين الأدوية والمعدات الطبية اللازمة للمشفى بشكل منتظم، وتزويده بكوادر إضافية لتخفيف الضغط اليومي، مؤكدين أن تحسين الخدمات في هذا المرفق الحيوي ينعكس مباشرة على حياة مئات الأطفال الذين يعتمدون عليه في تلقي العلاج والرعاية الصحية الأساسية.
