يشهد موسم الزيتون في سهل الغاب بريف حماة تراجعاً كبيراً خلال عام 2025، مقارنة بالموسم السابق، وسط تحديات مناخية متزايدة تتمثل في الجفاف واندلاع حرائق أتت على آلاف الأشجار.
توقعات بإنتاج قليل مقارنة بالعام الماضي
وأفاد المهندس طلال مواس، مدير مديرية الشؤون الزراعية والوقاية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، في حديث لمنصة “سوريا 24“، بأن العدد الإجمالي لأشجار الزيتون في المنطقة يبلغ 710 آلاف شجرة، منها 487 ألف شجرة مثمرة.
إلا أن الإنتاج المتوقع لهذا العام في سهل الغاب لا يتجاوز 4190 طناً، مقابل 10581 طناً في عام 2024، أي بتراجع يقارب 60%، حسب تقديراته.
وأوضح مواس أن هذا الانخفاض الحاد يعود بشكل رئيسي إلى الظروف الجوية الصعبة، لا سيما موجة الجفاف التي صاحبت مرحلة تَشكُّل الزهرة، إضافة إلى قلة الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع.
تضرر آلاف الأشجار بسبب الحرائق
كما كشف عن وقوع أضرار جسيمة نتيجة حرائق اندلعت في شهر آب الماضي، أتت على 68671 شجرة زيتون، ما شكّل ضربة إضافية للمزارعين والموسم الزراعي على حد سواء.
من جانبه، قال المزارع طلال مسعود من سهل الغاب، في حديث لمنصة “سوريا 24“: “نحن نلمس تأثير الجفاف منذ بداية الموسم. الشجرة منهكة، ولا يوجد نمو طبيعي، وكمية الثمار تراجعت إلى النصف تقريباً”.
وتابع: “في الموسم العادي، قد يُنتج الحقل طناً من الزيتون، أما هذا العام فلا يمكن توقّع ذلك”.
خسائر اقتصادية على المزارعين
وأضاف أن نقص المياه وقلة الأمطار لم يُضعف كمية الإنتاج فحسب، بل أثّر أيضاً على جودة الزيت، إذ أصبحت الثمار صغيرة وقليلة الزيت، ما ينعكس خسارة اقتصادية مباشرة على المزارعين وعلى القطاع الزراعي بشكل عام.
ويأتي هذا التراجع في سياق أوسع، إذ قدّرت مديرية زراعة حماة إنتاج المحافظة من الزيتون للموسم الحالي بنحو 51 ألف طن، مقابل أكثر من 85 ألف طن في العام الماضي.
وأوضح مدير الزراعة صفوان المضحي، حسب وكالة “سانا” للأنباء، أن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة تبلغ نحو 72 ألف هكتار، ما يشكّل 56% من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة في حماة.
وأشار إلى أن المزارعين بدأوا جني المحصول اعتباراً من 15 تشرين الأول الجاري، فيما تواصل المديرية تقديم الدعم الفني والإرشادات الزراعية اللازمة لتحسين جودة المحصول، رغم التحديات المناخية المتصاعدة.
يُذكر أن معظم المحافظات السورية تشهد انخفاضاً في إنتاج الزيتون هذا العام، في ظل تغيرات مناخية غير مسبوقة تهدّد استقرار هذا القطاع الحيوي.