حي الليرمون في حلب: الدمار يعيق تعليم الطلاب

Facebook
WhatsApp
Telegram

رامي السيد - سوريا 24

يشهد حي الليرمون في مدينة حلب تراجعًا واضحًا في القطاع التعليمي نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية خلال سنوات الحرب، إلى جانب ضعف الإمكانيات وغياب الدعم الكافي من الجهات المعنية.

ورغم مرور سنوات على استعادة الاستقرار، لا تزال المدارس تعمل بقدرات محدودة، وتعتمد بشكل أساسي على جهود المجتمع المحلي والمعلمين أنفسهم لتأمين استمرارية العملية التعليمية.

وقال محمد العبد الله، مدير مدرسة في الحي، إنّ “الوضع التعليمي في الليرمون لا يزال يعاني أزمات متراكمة”، وإنّ “الكثير من المدارس تضررت بشكل جزئي أو كامل، وبعض الصفوف تُدار دون نوافذ أو تجهيزات مناسبة”.

وأوضح أنّ “عدد المعلمين لا يغطي الحاجة الفعلية، ما يؤدي إلى دمج الصفوف أحيانًا أو تقليص عدد الحصص الأسبوعية لبعض المواد”.

وبيّن العبد الله أنّ “الطلاب يدرسون في ظروف صعبة للغاية، إذ تفتقر المدارس إلى التدفئة والمياه والوسائل التعليمية، بينما يتزايد الضغط مع ازدياد أعداد التلاميذ العائدين”.

وختم حديثه بأنّ “أهالي الحي لديهم رغبة قوية في إعادة أطفالهم إلى مقاعد الدراسة، لكن ضعف الإمكانيات يجعل العملية التعليمية غير مستقرة”.

من جهته، أشار أبو أحمد، وهو أحد أولياء الأمور، إلى أنّ “الظروف المعيشية القاسية دفعت الكثير من الأسر إلى إخراج أبنائها من المدارس، سواء للعمل أو للمساعدة في إعالة العائلة”.

ولفت إلى أنّ “بعض الطلاب لا يمتلكون القدرة على شراء المستلزمات المدرسية أو دفع تكاليف النقل، ما يزيد من نسب التسرب المدرسي”.

وفي السياق نفسه، نوّهت المعلمة سميرة عثمان، وهي مدرسة لغة عربية في مدرسة بالحي، إلى أنّ “المعلمين يعملون بروح عالية رغم الصعوبات، إلا أنّ غياب التدريب والدعم النفسي يؤثر في الأداء داخل الصفوف”.

وأوضحت أنّ “المدرسة تحاول خلق بيئة مشجعة رغم ضعف الإمكانيات، لأن التعليم بالنسبة لهؤلاء الأطفال هو نافذتهم الوحيدة نحو مستقبل أفضل”.

تُظهر المتابعات الميدانية أنّ الواقع التعليمي في حي الليرمون يحتاج إلى خطة إعادة تأهيل شاملة تشمل ترميم المدارس المتضررة، وتوفير الكتب والمقاعد، وتحسين رواتب الكوادر التعليمية، إلى جانب إطلاق برامج دعم نفسي واجتماعي تستهدف الطلاب والمعلمين معًا.

كما أكّد تربويون محليون أنّ إشراك المجتمع الأهلي في دعم العملية التعليمية سيسهم في تسريع عملية التعافي وعودة الحياة الطبيعية إلى الحي.

تضم محافظة حلب نحو 3,400 مدرسة كانت تخدم مئات آلاف التلاميذ قبل الحرب، إلا أنّ أكثر من 1,400 مدرسة خرجت عن الخدمة بسبب الدمار الذي طال الأبنية التعليمية خلال سنوات النزاع، وفق ما أكدته المهندسة آية صدور، مديرة الأبنية المدرسية في مديرية التربية بحلب، في تقرير سابق لموقع سوريا 24.

وأوضحت صدور، في حينه، أنّ ما يقارب 300 مدرسة دُمّرت بالكامل بفعل القصف، فيما تعرضت نحو 100 مدرسة لأضرار جسيمة تحتاج إلى إعادة إعمار شاملة، إضافة إلى مئات المدارس المتضررة جزئيًا والتي ما تزال تعيق استئناف التعليم بصورة طبيعية.

وتُقدّر تكلفة إعادة تأهيل المدرسة الواحدة بين 68 و72 ألف دولار أمريكي، وهو مبلغ يتجاوز الإمكانيات المحلية في ظل ضعف التمويل المخصص للقطاع التعليمي.

 

مقالات ذات صلة