دير الزور: ارتفاع البطالة يدفع الأطفال إلى نبش الحاويات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أكد الأهالي في مدينة دير الزور على ارتفاع نسبة البطالة وانتشار ظاهرة عمالة الأطفال، حيث يلجأ عدد من النساء والأطفال إلى نبش الحاويات والمكبات العشوائية بحثاً عن مواد قابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك، المعدن، الكرتون، والزجاج، لبيعها مقابل مبالغ مالية زهيدة تُستخدم لتغطية نفقات المعيشة اليومية.

ظاهرة موجودة وبأعداد قليلة

وقال عبد الله الحمدان، أحد سكان دير الزور في حديث لمنصة سوريا 24، إن هذه الظاهرة “موجودة لكنها حالات قليلة جداً”، مشيراً إلى أن غياب الأطفال عن مقاعد الدراسة يعود جزئياً إلى “تقصير الأهل”.

الحمدان أقرّ في الوقت نفسه بأن بعض العائلات “لا يتوفر لها معيل”، ما يضطر أفرادها إلى البحث عن مصادر دخل بديلة بأي وسيلة متاحة.

وأضاف الحمدان أن البطالة منتشرة في المدينة، ويعود ذلك إلى “ضعف الإمكانيات المادية وانعدام فرص العمل”، مؤكداً أن تحسّن الوضع يتطلب “إعادة إعمار المدينة وتوفير مشاريع تنموية”.

التحديات: ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية

من جانبه، أوضح مثنى الخرابة في حديث لمنصة سوريا 24، أن “عوائل كثيرة تضم الأب والأم والأبناء أصبحت مهنتها الأساسية هي التنقل بين تجمعات النفايات والحاويات”.

وأوضح أن دافع ذلك هو “ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية إلى مستويات قياسية”.

وأشار إلى أن هذه العائلات تعتمد على بيع المواد التي تجمعها من النفايات للمعامل التي تقوم بإعادة تدويرها، معتبراً أن “البطالة أصبحت واقعاً لا يمكن إنكاره”.

برامج الحماية الاجتماعية غائبة

وبحسب ذات المصادر، فإن غياب برامج الحماية الاجتماعية، وضعف البنية التحتية التعليمية، بالإضافة إلى تراجع الدعم الحكومي والدولي، ساهمت جميعها في تفاقم الظاهرة.

كما أشارت المصادر إلى أن بعض الأطفال العاملين في هذا المجال هم من فئة المتسربين من المدارس، إما بسبب الحاجة الاقتصادية أو بسبب تدمّر المدارس خلال سنوات النزاع.

ورغم أن الجهات المعنية لم تُصدر إحصائيات رسمية حول عدد الأطفال العاملين في نبش الحاويات، فإن الاهالي يحذّرون من احتمال توسّع الظاهرة في حال استمرار الوضع الاقتصادي على ما هو عليه، خاصة في ظل غياب خطط تنموية واضحة لإعادة تأهيل سوق العمل في المحافظة.

ويُعدّ قطاع إعادة التدوير، رغم طابعه غير المنظم، أحد المصادر القليلة المتبقية لتأمين دخل يومي لشريحة من السكان، ما يعكس حجم التحديات الاقتصادية التي تواجهها دير الزور في مرحلة ما بعد النزاع.

مقالات ذات صلة