رغم الوعود المتكررة وورش الصيانة التي أطلقتها الجهات المعنية، ما تزال أزمة المياه في بلدة صحنايا بريف دمشق تؤرق سكانها منذ أشهر، وسط معاناة يومية يعيشها الأهالي في عدد من الأحياء التي لم تصلها المياه إلا نادرًا، إن وصلت.
يقول أبو محمد، أحد سكان حارة البلدية، في حديثه لـ”سوريا 24“:”منذ أكثر من ثلاثة أشهر والمياه لا تصل إلى بيوتنا إلا مرة واحدة كل أسبوعين، ولساعات قليلة جدًا، ما يضطرنا لشراء مياه الصهاريج بأسعار مرتفعة. تعبنا من الوعود، والوضع يزداد سوءًا مع انقطاع الكهرباء المستمر”.
وفي حي مصبغة الرضوان، يشارك أبو أحمد المعاناة ذاتها:”لا تصلنا المياه نهائيًا، ونعتمد على الصهاريج الخاصة التي تستغل حاجة الناس. طالبنا البلدية مرارًا بإيجاد حل، لكن لا جديد حتى الآن، والتحسن محدود جدًا”.
من جانبه، أوضح كامل متري، رئيس المجلس المحلي في صحنايا، في تصريحٍ خاص لـ”سوريا 24“، أن المجلس يعمل بالتعاون مع لجنة الأعيان وتحت إشراف مؤسسة مياه صحنايا ضمن مبادرة “صحنايا تستحق”، مؤكدًا أن الورش الفنية باشرت أعمالها “على الأرض بصيانة واستبدال عدد من السكّرات غير القابلة للإصلاح، ومدّ خطوط داعمة للخطوط القديمة غير الكافية لتغذية بعض الأحياء بالمياه”.
وأضاف متري أن الضغط المائي القادم من دمشق لا يكفي لتغذية كامل أحياء صحنايا، ما يؤدي إلى وصول المياه لبعض المناطق دون غيرها، مشيرًا إلى أن “الأعمال ما زالت مستمرة، وسيتم خلال الأيام القادمة استكمال استبدال الخطوط القديمة ومدّ خطوط داعمة لضمان وصول المياه إلى جميع الأحياء”.
وحول الأحاديث المتداولة عن وجود “اتفاقات” بين سائقي الصهاريج وبعض العاملين في مؤسسة المياه، نفى متري هذه الأنباء، قائلًا إنها “غير مثبتة”، مؤكدًا أن المجلس المحلي ومؤسسة المياه يتابعان الشكاوى بشكل مباشر، داعيًا الأهالي إلى التواصل على رقم الشكاوى المخصص في حال عدم وصول المياه أيام الضخ المحددة.
ورغم التحركات الميدانية التي أكدها المجلس، يرى السكان أن الأزمة لم تجد طريقها إلى الحل بعد، وسط أملٍ بأن تتحول الوعود إلى واقع يروي عطش أحياءٍ عطشى منذ أشهر.
وكانت لجنة الإدارة المدنية والمجلس المحلي في بلدة صحنايا قد أطلقت بالتعاون مع عدد من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، حملةً شعبية بعنوان “صحنايا تستحق”، تحت شعار “يداً بيد تُبنى البلاد”.
تهدف الحملة إلى دعم العمل الاجتماعي والأهلي من خلال جمع التبرعات المادية والعينية لصيانة مشاريع المياه في البلدة، إضافة إلى شراء سيارتي قمامة لتحسين خدمات النظافة العامة. وتأتي المبادرة في إطار مساعي المجتمع المحلي للنهوض بالواقع الخدمي وتخفيف الأعباء عن السكان في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة.
منصة سوريا 24 كانت قد تناولت في تقرير سابق نُشر قبل عدة أشهر أزمة انقطاع المياه في صحنايا، وسلّطت الضوء على شكاوى السكان في عدد من الأحياء المتضررة، مؤكدة حينها أن الحلول المطروحة لم تتجاوز حدود الوعود. واليوم، وبعد مضي أشهر على ذلك التقرير، ما زالت الشكاوى تتكرر والمشكلة تراوح مكانها رغم جهود الجهات المحلية.