يشهد إنتاج دبس الرمان في منطقة سهل الغاب بمحافظة حماة هذا الموسم تراجعاً ملحوظاً، وسط تحديات مناخية واقتصادية أثّرت على كمّيته وجودته، رغم اعتماد المنتجين على الطرق التقليدية المتوارثة.
موسم متراجع والأسباب متعددة
وقالت فريال مسعود، إحدى العاملات في صناعة دبس الرمان في سهل الغاب، في حديث لمنصة سوريا 24: “نعمل في هذه المهنة منذ سنوات، ونعتمد على الطرق التقليدية التي ورثناها عن أجدادنا، لأنها تحافظ على النكهة الأصلية والقيمة الغذائية”.
وأضافت: “لكن الموسم هذا العام لم يكن جيداً نسبياً، بسبب تأخر الأمطار وضعف التسويق”.
ويعتبر دبس الرمان مصدراً رئيسياً للدخل لعديد العائلات في سهل الغاب خلال فصلي الخريف والشتاء، إذ يُعدّ من المنتجات التراثية المرتبطة بالموسم الزراعي للرمان.
الركود يضرب تسويق المنتج
ويوضح علي فاتي، أحد المنتجين المحليين في حديث لمنصة سوريا 24: “كل من يعمل في هذه المهنة يملك خبرة طويلة، ويعتمد على أدوات بسيطة وطرق بدائية في التصنيع، من العصر اليدوي إلى الغلي البطيء على الحطب”.
غير أن فاتي أشار إلى أن “التسويق يعاني ركوداً كبيراً هذا العام”، مرجعاً السبب إلى “الوضع الاقتصادي الصعب الذي جعل الأسر تُعيد ترتيب أولوياتها، ما قلّص الطلب على المنتجات غير الأساسية، حتى لو كانت ذات قيمة غذائية عالية”.
تقلبات مناخية تنعكس على إنتاج دبس الرمان
ويعاني سهل الغاب، المعروف بخصوبة أراضيه ووفرة محاصيله، من تقلبات مناخية متكررة في السنوات الأخيرة، كان آخرها تأخر هطول الأمطار في فصل الشتاء، ما انعكس سلباً على إنتاج الرمان، المادة الخام الأساسية لصناعة الدبس.
ويأمل المنتجون في سهل الغاب أن تشهد الفترة المقبلة تحسناً في الظروف المناخية، إلى جانب دعمٍ تسويقي يُسهم في إنعاش هذه المهنة التراثية التي تشكّل جزءاً من الهوية الزراعية والثقافية للمنطقة.