وادي النصارى بريف حمص: حرائق وشح مياه وغياب التعويضات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

يعيش أهالي وادي النصارى في ريف حمص أوضاعًا معيشية صعبة نتيجة تتابع الأزمات وتراكم آثارها الاقتصادية والاجتماعية، من حرائق أتت على مساحات زراعية واسعة، إلى أزمة مياه متفاقمة، وغياب واضح للتعويضات الحكومية المنتظرة.

خسائر زراعية وتعويضات غائبة
قال موسى الموسى، أحد سكان المنطقة، في حديث لمنصة “سوريا 24”، إن الحريق الذي اندلع مؤخرًا في قرية حب نمرة خلّف أضرارًا كبيرة في الأراضي الزراعية، وتسبب بخسارة المحاصيل التي يعتمد عليها معظم الأهالي كمصدر رئيسي للدخل.

وأضاف أن “الكثير من العائلات كانت تعتمد على مردود الموسم لتغطية نفقات دراسة أبنائها ومصروفها اليومي، لكن الحريق دمّر كل شيء”.

وأشار الموسى إلى أن الجهات الرسمية وعدت الأهالي بتعويضات مالية عن الأضرار، “غير أن هذه الوعود لم تُترجم على أرض الواقع حتى الآن”، لافتًا إلى انتشار شائعات محلية عن احتمال إلغاء التعويضات بشكل كامل، ما زاد من حالة القلق والاستياء في صفوف المتضررين.

شح مياه وارتفاع التكاليف
وفي جانب آخر من المعاناة، تحدّث باسل سعد، من سكان القرية ذاتها، في حديث لمنصة “سوريا 24”، عن أزمة مياه خانقة يعيشها الأهالي منذ أشهر.

وقال سعد إن انقطاع المياه عن المنازل أجبر السكان على شراء المياه من الصهاريج الخاصة، حيث تصل تكلفة (10 براميل) إلى نحو 200 ألف ليرة سورية، وهو ما يضيف عبئًا ماليًا ثقيلًا على الأسر التي فقدت مواردها الزراعية.

وأوضح سعد أن “الأزمة لا تتعلق فقط بانقطاع المياه، بل أيضًا بغياب أي خطة واضحة لتحسين الشبكة أو دعم الأهالي في الحصول على مياه بأسعار مقبولة”.

تفاوت الدعم الحكومي وغياب العدالة المعيشية
ويرى الموسى أن الفجوة الاقتصادية تتسع بين الفئات العاملة في القطاع العام وتلك التي تعتمد على أعمال خاصة أو موسمية.

وقال: “الحكومة ترفع رواتب الموظفين الحكوميين، وهذا جيد، لكن هذه الزيادات تُترجم فورًا بارتفاع الأسعار في الأسواق، ما يضرّ بالفئات غير الموظفة التي تشكل غالبية المجتمع في وادي النصارى”.

وأضاف أن ضعف فرص العمل الخاص وارتفاع تكاليف المعيشة جعلا كثيرًا من العائلات تعتمد على التحويلات الخارجية أو المساعدات، بينما يعجز الشباب عن إيجاد فرص عمل كريمة داخل المنطقة.

هجرة الشباب وتحديات اجتماعية
وفي هذا السياق، يؤكد باسل سعد أن معظم الشباب في الوادي يفكرون بالهجرة، سواء داخل البلاد أو خارجها، بحثًا عن الاستقرار وفرص أفضل للحياة.

وأشار إلى أن “غياب الدعم وفرص العمل يزيد من الضغوط النفسية والاجتماعية على الشباب، ما يدفعهم للتفكير بالرحيل بدلًا من البقاء في ظروف لا أفق فيها”.

كما تحدثت المصادر ذاتها عن ظهور ما وصفوه بظاهرة “الملثمين”، وهم أشخاص مجهولو الهوية يتجولون في القرى، من دون أن يعرف الأهالي من أين يأتون أو ما غاياتهم، ما يثير مخاوف أمنية تستدعي تدخّلًا سريعًا من الجهات المختصة.

دعوات لتعزيز قدرات الدفاع المدني
واقترح الأهالي، بحسب الموسى، أن يتم توظيف أبناء المنطقة في مراكز الدفاع المدني، نظرًا لمعرفتهم الجيدة بطبيعة التضاريس، الأمر الذي يسهم في الاستجابة السريعة للحرائق والحد من انتشارها. كما طالبوا بإنشاء نقاط للدفاع المدني في كل بلدة وقرية ضمن الوادي كإجراء وقائي دائم.

مجتمع مسالم ينتظر الإنصاف
ويشدد كل من موسى الموسى وباسل سعد على أن أهالي وادي النصارى “مجتمع مسالم يعيش بروح التعاون والمحبة”، إلا أنهم يطالبون الدولة بالتعامل المنصف معهم، وتقديم الدعم اللازم لتجاوز الأزمات المتلاحقة التي تهدد الاستقرار المعيشي والاجتماعي في المنطقة.

مقالات ذات صلة