أطلقت لجنة حي الزاهرة بالتعاون مع مديرية النظافة في أمانة الميدان بالعاصمة دمشق مبادرة أهلية تهدف إلى تأمين حاويات بديلة للنفايات بعد العجز الحاصل في عدد الحاويات المخصصة للحي، في ظل الكثافة السكانية العالية وصعوبة استجابة البلدية لجميع الطلبات.
وقال عبد المهيمن العمري، رئيس لجنة حي الزاهرة، في حديثه لـ”سوريا 24″ إن فكرة المبادرة جاءت بعد أن طلبنا من البلدية تزويدنا بـ 25 حاوية جديدة، لكن لم نحصل إلا على حاويتين فقط بسبب نقص الإمكانات وكثرة الطلبات في الأحياء الأخرى، بينما يعاني حي الزاهرة من كثافة سكانية مرتفعة جدًا جعلت الحاويات الموجودة غير كافية إطلاقًا.
وأوضح العمري أن اللجنة، وبالتنسيق مع مديرية النظافة، قررت الاعتماد على بدائل محلية بتكلفة بسيطة، مضيفًا: “بحثنا في سوق السكراب ووجدنا براميل مستعملة كانت تُستخدم لتعبئة الزيوت والعطور، فقمنا بإعادة تدويرها وتجهيزها لتكون حاويات نفايات إضافية، كما استعملنا براميل صغيرة لتكون سلال مهملات تُثبت على الأعمدة في الشوارع”.
وبيّن أن تكلفة البرميل الكبير لم تتجاوز خمسة دولارات، فيما بلغت تكلفة البرميل الصغير نحو 1.20 دولار فقط، مشيرًا إلى أن “المبادرة بتكلفتها البسيطة حققت فائدة كبيرة جدًا للحي، وساهمت في تحسين النظافة العامة وتقليل تراكم القمامة”.
من جهته، أشاد الدكتور إياد هاشم، أحد الفاعلين في المبادرة، بجهود الأهالي والمتطوعين، مؤكدًا أن هذه الخطوات “تعكس وعي المجتمع المحلي وقدرته على إيجاد حلول عملية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”. وأضاف أن” المبادرات المجتمعية الصغيرة كهذه تُحدث أثرًا ملموسًا، وتخفف العبء عن المؤسسات الخدمية التي تواجه نقصًا في الموارد، كما تعزز روح التعاون والمسؤولية بين السكان”.
وأشار هاشم إلى أن ما قام به أهالي حي الزاهرة يشكّل نموذجًا يُحتذى به في بقية أحياء العاصمة، ويؤكد أن تحسين الخدمات لا يتطلب دائمًا ميزانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى مبادرات صادقة ووعي جماعي بمسؤولية الحفاظ على النظافة والبيئة.









