تعمل الجهات المعنية في محافظة حماة، بالتعاون مع منظمة دولية، على إعادة تأهيل أحد أهم المرافق الخدمية في منطقة جبل شحشبو، بعد سنوات من التوقف والدمار، في خطوة تُعد حيوية لتأمين مادة الخبز الأساسية لعشرات القرى التي تعاني من غياب الخدمات ووعورة المواصلات.
تخديم الأهالي العائدين من مخيمات النزوح
وقال مدير فرع المؤسسة السورية للمخابز في حماة، المهندس محمد حسام سلطان، في حديث لمنصة سوريا 24، إن “مخبز الكركات الآلي يُعد من المخابز الحيوية في المحافظة، إذ يخدم أكثر من 30 قرية في منطقة جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي، ومعظم سكان هذه القرى من العائدين من مخيمات النزوح في الشمال السوري، وهم يعيشون في مناطق تفتقر إلى مقوّمات الحياة الأساسية بعد تدميرها من قبل النظام البائد”.
وأضاف سلطان أن “المؤسسة السورية للمخابز في دمشق، ومديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة، وبالتعاون مع منظمة (هيكس إيبر)، بدأت فعلياً تنفيذ أعمال تأهيل وترميم المخبز، تمهيداً لتركيب خطوط إنتاج جديدة خلال مدة 45 يوماً قابلة للتمديد”.
التخفيف من معاناة المسافات الطويلة
وأوضح أن المشروع يهدف إلى تأمين الخبز للمواطنين في تلك القرى والتخفيف من معاناتهم اليومية، إذ يضطر كثيرون إلى قطع مسافات طويلة للحصول على مخصصاتهم من الخبز التمويني، مشيراً إلى أن “أقرب مخبز آلي عامل حالياً يبعد نحو 20 كيلومتراً عن المنطقة”.
وتُعد منطقة جبل شحشبو، الواقعة غرب سهل الغاب، من المناطق الريفية التي تضم تجمعات سكانية كبيرة تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش، لكنها تضررت بشكل واسع خلال سنوات الحرب، ما جعل عودة الخدمات الأساسية إليها مسألة ملحّة لضمان استقرار السكان.
ضرورة وليست رفاهية
من جانبه، عبّر حسن عليوي، أحد سكان جبل شحشبو في حديث لمنصة سوريا 24، عن أهمية المشروع قائلاً: “نحن موجودون في قلب قرى جبل شحشبو، وأقرب مخبز إلينا يبعد حوالي 20 كيلومتراً. هذا الفرن الذي نتحدث عنه كان يخدم المنطقة كلها، وكان يعتبر مخبزاً مركزياً بمعنى الكلمة”.
وأشار عليوي إلى أن بُعد المسافة وصعوبة التنقل، خصوصاً في فصل الشتاء حيث تتعطل الطرق نتيجة الأمطار والانهيارات الطينية، “يجعل من إعادة تشغيل المخبز ضرورة وليست رفاهية”.
بدوره، قال ماجد مواس من سهل الغاب في حديث لمنصة سوريا 24، إن إعادة تشغيل المخبز ستنعكس إيجاباً على الأهالي، موضحاً: “أكيد إذا تم تفعيله، رح يخفف عنا عبء كبير، عبء التنقل والمواصلات وحتى التكاليف”.
وأضاف: “المخبز معروف بالمنطقة، وكل الأهالي بيعرفوه كفرن مركزي أساسي، وكان يتم التوزيع عن طريق معتمدين لكل المناطق”.
توقعات بتوفير فرص عمل
ويُتوقع أن يسهم المشروع في توفير فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة، سواء ضمن الكادر الفني للمخبز أو في قطاع النقل والتوزيع، إضافة إلى دعم استقرار الأسر العائدة من مناطق النزوح، بعد سنوات من المعاناة في المخيمات.
كما يشير عدد من الأهالي إلى أن إعادة تأهيل هذا المخبز تشكل نموذجاً لإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق التي تضررت بفعل الحرب، وتبرز أهمية الشراكة بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية في تحسين الخدمات الأساسية وتخفيف الأعباء المعيشية عن السكان.
ويأمل الأهالي أن يتم افتتاح المخبز خلال المدة المحددة، لتعود رائحة الخبز اليومي إلى قراهم، معلنة بداية مرحلة جديدة من التعافي الخدمي والمعيشي في جبل شحشبو وسهل الغاب.










