“بيت النظافة”.. مبادرة نسائية في إدلب لتحويل الحاجة إلى فرصة وتمكين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - منيرة بالوش

في مدينة إدلب، حيث تتضاعف معاناة النساء المعيلات نتيجة الحرب وفقدان المعيل، انطلقت مبادرة إنسانية تحمل اسم “بيت النظافة” لتكون مساحة عملٍ آمنة وملاذًا كريمًا لنساء الشهداء والمعيلات لأسرهن، تساعدهن في تأمين لقمة العيش بكرامة واستعادة الشعور بالقيمة والاعتماد على الذات.

المشروع الذي أطلقه فريق الحياة التطوعي، جاء ليجسّد روح التكافل الاجتماعي ويقدّم نموذجًا عمليًا عن كيفية تحويل الألم إلى طاقة إيجابية. إذ يقوم على فكرة بسيطة وفعالة في آن واحد، تقوم على تجهيز مكان عمل متكامل يضم عشر نساء يعملن في مجالات مختلفة من خدمات النظافة، تشمل غسيل وكي الملابس، وتنظيف المنازل، وغسيل الحرامات والسجاد، ضمن بيئة منظمة وصحية تضمن لهنّ الراحة والإنتاجية.

تقول دانية، مديرة المشروع، في حديثها لـ”سوريا 24” :

“نستقبل يوميًا سيدات يبحثن عن فرصة عمل، سواء كنّ يمتلكن خبرة مسبقة أم لا، فالمكان مفتوح لهنّ جميعًا، ونعمل على تدريبهن وتأهيلهن. نقيم مقابلات بشكل يومي، وإذا كانت المتقدمة مناسبة ويليق بها العمل، تنضم مباشرة إلى الفريق”.

وتضيف دانية أن الإقبال على المشروع كبير، مؤكدة أن الفكرة لاقت ترحيبًا واسعًا بين الأهالي، لا سيما أنه مشروع خيري وموثوق، يقدّم خدمات يحتاجها المجتمع، وفي الوقت نفسه يفتح بابًا كريمًا للرزق أمام نساء كثيرات يعانين من البطالة وقلة الفرص.

“نحن اليوم نعمل على تجهيز فريق تنظيف منازل، ونحتاج إلى كادر منظم وكبير، والحمد لله، الناس أحبّت الفكرة لأنها جديدة وتخدم الصالح العام”، توضح المديرة.

ويمنح مشروع “بيت النظافة” للعاملات فيه أكثر من مجرد مردود مادي؛ إذ يخلق لهنّ بيئة دعم متبادل، ويعزز إحساسهن بالانتماء والمشاركة في بناء المجتمع من جديد. كما يعكس أهمية المشاريع الصغيرة في تمكين النساء اقتصاديًا، خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب، حيث تتيح لهنّ استقلالية مالية وفرصة لتعلّم مهارات جديدة تسهم في تحسين ظروف حياتهن وحياة أسرهن.

بهذا المعنى، لا يُعتبر “بيت النظافة” مجرد مكان للعمل، بل هو بيت للأمل والعطاء، ومثال حيّ على أن التمكين يبدأ بخطوة صغيرة تُبنى على الإصرار والتعاون والإيمان بقدرة المرأة على التغيير متى ما توفّر لها الدعم والفرصة.

مقالات ذات صلة