تزداد شكاوى سكان ضواحي دمشق وريفها من انتشار الكلاب الشاردة في الأحياء السكنية، حتى باتت الظاهرة تثير قلق الأهالي، خصوصاً بعد تكرار حوادث مهاجمة الأطفال والمارة، وسط غياب واضح لأي إجراءات فعلية من الجهات المعنية للحد من انتشارها.
في مناطق سبينة والحجر الأسود والمعضمية ويلدا واليرموك وحرستا، تتجول عشرات الكلاب على شكل قطعان في الشوارع ليلاً، بحسب ما أكده الناشط المحلي علاء الأحمد من منطقة الحجر الأسود في حديثه لـ سوريا 24 مشيراً إلى أن نباح الكلاب بات لا ينقطع طوال الليل، وبعضها أصبح عدوانياً يهاجم المارة أو حتى القطط التي باتت تختفي من الأحياء.
وأضاف الأحمد أن الأهالي في عدد من المناطق، وخصوصاً في اليرموك، تواصلوا مع جمعية محلية مختصة بالحيوانات، والتي قامت بنقل عدد محدود من الكلاب، “لكنها لم تقدّم الخدمة مجاناً، إذ طلبت من الأهالي دفع تكلفة البنج أثناء تخدير الكلاب”، على حد قوله.
وأوضح أن المجالس المحلية تعاني من “صراع مع جمعيات حماية الحيوان”، إذ يرى بعض أعضاء هذه الجمعيات أن التعامل مع الكلاب يجب أن يكون بأسلوب إنساني قائم على التعقيم أو النقل، بينما يرى الأهالي أن الأولوية يجب أن تكون لحماية حياة الناس وسلامتهم.
ويشير الأحمد إلى أن “الكلاب باتت تتكاثر بسرعة كبيرة، خصوصاً في المناطق المدمرة أو المهجورة التي أصبحت مأوى لها، مثل أجزاء من الحجر الأسود والمعضمية” ، لافتاً إلى أن غياب حملات التعقيم أو المكافحة المنظمة فاقم المشكلة.
في المقابل، يقول أحد سكان بلدة قدسيا إن “الأهالي باتوا يخشون خروج أطفالهم ليلاً، وحتى في الصباح الباكر، بسبب انتشار الكلاب قرب المدارس والحدائق العامة”، مضيفاً أن “النباح المتواصل بات مصدر إزعاج دائم للسكان، وخاصة كبار السن والمرضى”.
ويرى عدد من الأهالي أن “التعامل مع الظاهرة يجب أن يكون متوازناً، فبين الدعوات إلى قتل الكلاب بحجة الخطر، وبين الأصوات المدافعة عنها باسم حقوق الحيوان، تضيع المعالجة الفعلية التي تضمن سلامة الناس والحيوانات في آن واحد”.
وفي حين تلجأ بعض الدول إلى تعقيم الكلاب الشاردة للحد من تكاثرها دون اللجوء إلى القتل، يؤكد الأهالي أن مثل هذه الإجراءات لم تُنفّذ في ريف دمشق، مطالبين بخطة مشتركة بين البلديات والجمعيات لتأمين مأوى للكلاب الخطرة، وتنظيم حملات توعية لتجنب التعامل العشوائي معها.
وفي ذات السياق، أعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة محمد عنجراني قبل أيام عن إجراءات جديدة للتعامل مع الكلاب الشاردة التي تجوب شوارع المدن والبلدات السورية، وجاء في تصريحاته:
تجميع الكلاب الشاردة من قبل البلديات وتسليمها إلى الجمعيات المختصة، برعاية جمعية حقوق الحيوان، من أجل تلقيحها وتعقيمها.
و ترحيل الكلاب إلى مراكز آمنة محددة، وتكون تحت إشراف فرق من وزارة الزراعة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وجمعيات الرفق بالحيوان، التي ستتولى رعايتها طيلة فترة حياتها. ثم إعادة إطلاق عدد محدود من الكلاب المسالمة والمُلقَّحة إلى مناطقها الأصلية، حفاظاً على “التوازن في البيئة.
ورغم هذا الإعلان، لا يزال سكان ضواحي دمشق وريفها يشكون من تفاقم الظاهرة، حيث تزداد أعداد الكلاب الشاردة يوماً بعد يوم، خصوصاً في المناطق التي تضررت بفعل الحرب أو ما زالت تفتقر للخدمات.
ومع تباين المواقف بين السكان وجمعيات الرفق بالحيوان، تبقى ظاهرة الكلاب الشاردة في ضواحي دمشق وريفها ملفاً مفتوحاً، يزداد تعقيداً يوماً بعد آخر، في ظل غياب حلول حقيقية توازن بين السلامة العامة والاعتبارات الإنسانية.









