القامشلي: ارتفاع تكاليف صيانة سيارات الديزل يرهق السائقين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

ارتفعت أسعار بخاخات السيارات في المنطقة الصناعية بمدينة القامشلي خلال الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ، ما جعل صيانتها عبئًا ثقيلًا على أصحاب السيارات والمصلحين على حد سواء. وتُعد البخاخات من أهم مكونات منظومة الوقود في المحركات العاملة على وقود الديزل، الذي تُعرف جودته المتدنية في المنطقة بأنها أحد أبرز أسباب الأعطال المتكررة لهذه القطع الحساسة. ويرى أصحاب المحلات أن ارتفاع الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى تكاليف الشحن الباهظة وتفاوت الأسعار بين الموزعين، إضافة إلى غياب الرقابة الرسمية، التي فتحت الباب أمام فوضى تسعيرية واسعة.

يقول أبو صبحي، صاحب محل لبيع قطع الغيار في الصناعية بالقامشلي، في تصريح لموقع سوريا 24، إن الأسعار ارتفعت بسبب زيادة تكاليف الشحن من المناطق التي تُستورد منها القطع، وأبرزها إدلب وكردستان، ما أدى إلى رفع السعر النهائي على الزبائن. ويضيف أن الموزعين والتجار يرفعون الأسعار تباعًا، الأمر الذي يدفع أصحاب المحلات إلى رفع الأسعار بدورهم لتغطية نفقاتهم التشغيلية من كهرباء (الأمبيرات) وإيجارات شهرية وأجور العمال.

ويشير أبو صبحي إلى أن الأسعار الحالية تختلف باختلاف نوع السيارة، إذ يبلغ سعر الطقم الكامل (أربعة بخاخات) لسيارة الجيب سنتافي نحو 120 دولارًا، فيما يصل سعر بخاخ الجيب من نوع DM إلى 150 دولارًا، ويرتفع إلى 180 دولارًا لطقم بخاخات الجيب فيراكروز والموهافي. أما بخاخ سيارة H1 فيُباع بنحو 140 دولارًا، وبخاخ H100 بـ130 دولارًا، في حين تُعد بخاخات سيارة التوتيتة الأغلى سعرًا، إذ يصل الطقم الواحد منها إلى نحو 1800 دولار. وهذه الأسعار لا تشمل أجور اليد العاملة أو تكاليف الفك والتركيب، ما يجعل الكلفة النهائية مضاعفة عند تحويلها إلى الليرة السورية.

وفي موازاة ارتفاع الأسعار، تتكرر أعطال البخاخات بوتيرة شبه نصف سنوية أو حتى أقل، وهو ما يزيد من الأعباء المادية على السائقين. ويؤكد عدد من المصلحين أن هذه الأعطال لا تعود فقط إلى عمر القطعة أو طبيعة الاستخدام، بل إلى مجموعة من العوامل المتشابكة؛ فـرداءة وقود الديزل المتداول في الأسواق المحلية، واحتواؤه على شوائب وزيوت ثقيلة، يؤديان إلى انسداد فوهات البخاخ الدقيقة وضعف أدائها، في حين يفاقم الغبار الكثيف المنتشر في أجواء المنطقة المشكلة عبر تسرب الأتربة إلى منظومة الوقود رغم وجود الفلاتر، مما يسبب تآكلًا داخليًا تدريجيًا. وإضافة إلى ذلك، فإن قلة الصيانة الدورية، وانتشار قطع الغيار المقلدة ذات الجودة المتدنية، يعجّلان بتلف البخاخات، بينما تؤدي الحرارة العالية وكثرة التشغيل في الطرق الوعرة إلى تقصير عمرها الافتراضي.

من جانبه، يروي أبو حموده، أحد مالكي سيارات هيونداي سنتافي، لموقع سوريا 24، تجربته الشخصية مع هذا النوع من الأعطال، قائلًا: “توقفت سيارتي فجأة على الطريق، فذهبت إلى الصناعية لأبحث عن السبب، لكن كل مصلح أعطاني تشخيصًا مختلفًا؛ أحدهم قال إن المشكلة في المضخة، وآخر في الكهرباء، وثالث في المحرك. وبعد أن بدّلت أكثر من قطعة دون فائدة، اكتشف آخر مصلح أن العطل من البخاخات”. ويضيف: “تفاجأت عندما علمت أن سعر الطقم الكامل يبلغ 120 دولارًا دون أجور اليد العاملة، حيث طلب المصلح 10 دولارات إضافية مقابل الفك والتركيب، وبالعملة السورية تجاوزت كلفة التصليح المليون ونصف ليرة”.

ويرى أبو حموده أن المشكلة لا تقتصر على الأعطال، بل تمتد إلى الفوضى السعرية التي تترك المستهلك في حيرة بين محل وآخر. فغياب الرقابة الرسمية، على حد تعبيره، جعل لكل متجر تسعيرته الخاصة حتى للقطعة ذاتها. ويختم حديثه بنصيحة للسائقين، قائلًا إن من الضروري السؤال في أكثر من محل قبل الشراء أو الإصلاح، لأن الصناعية تضم فنيين أكفاء وشرفاء، لكنها في الوقت نفسه لا تخلو من مستغلين يرفعون الأسعار دون مبرر.

وبين ارتفاع تكاليف النقل، ورداءة وقود الديزل، وتعدد الوسطاء، وغياب التسعيرة الموحدة، تتجسد أزمة البخاخات في القامشلي كصورة مصغّرة لأزمة أوسع في سوق الصيانة وقطع الغيار، حيث تتقاطع مصالح التجار والمصلحين والمستهلكين في دائرة مغلقة يدفع الجميع ثمنها، بينما تبقى الحلول الجذرية مؤجلة حتى إشعار آخر.

مقالات ذات صلة