النبك: تجربة جديدة في زراعة الزعفران تفتح آفاقًا جديدة للقطاع الزراعي

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

تتجه الأنظار في مدينة النبك بالقلمون نحو مشروع زراعي نوعي بدأه المزارع ياسر رشيد، الذي يخوض تجربته الأولى في زراعة الزعفران، في خطوة تهدف إلى اختبار مدى نجاح هذا المحصول الثمين في المناطق الجبلية، وفتح آفاق جديدة أمام المزارعين في المنطقة.

يقول رشيد في حديثه لـ”سوريا 24″: “زرعنا نحو خمس كيلوغرامات من بصيلات الزعفران على مساحة مئة متر مربع فقط، بهدف التجربة ومعرفة جودة المياسم ومدى تأقلم النبات مع مناخ القلمون، وإذا كانت النتائج إيجابية فسنوسّع المشروع خلال الأعوام القادمة”.

ويضيف أن مشروع الزعفران يأتي ضمن مزرعته التي تمتد على مساحة 30 دونمًا، وتضم أنواعًا متعددة من النباتات العطرية والطبية مثل الوردة الشامية، وإكليل الجبل، والخزامى، والزعتر، والبابونج الألماني، مؤكدًا أن تجربة الزعفران جديدة ونتائجها حتى الآن مرضية، حيث وصلت نسبة الإنبات إلى 95%، ما يعكس جودة التربة وملاءمة المناخ للزراعة.

رغم ذلك، تواجه التجربة تحديات اقتصادية كبيرة، إذ يصل سعر بصيلة الزعفران إلى نحو دولارين أمريكيين، وهو ما يجعل التكاليف مرتفعة بالنسبة للمزارعين في مرحلة التأسيس. يقول رشيد: “الزعفران تجربة مكلفة جدًا، لذلك زرعنا مساحة صغيرة هذا العام لمراقبة النتائج قبل التوسع، لكن النتائج الأولية مبشّرة”.

ويُعد الزعفران من أغلى المحاصيل في العالم، إذ يتطلب إنتاج 30 غرامًا منه حوالي 4 آلاف زهرة، وهو ما يفسّر قيمته العالية في الأسواق. ولا يقتصر استخدامه على الطهي، بل يدخل في الصناعات الدوائية والعطرية نظرًا لفوائده الطبية ومكوناته النادرة.

المزارع ياسر رشيد ليس غريبًا عن الزراعة العطرية، بل هو صاحب مشروع “قلمون روز للوردة الدمشقية والنباتات العطرية والطبية”، إذ يعمل في هذا المجال منذ أكثر من أربعين عامًا، ويمتلك خبرة واسعة في تصدير الوردة الشامية إلى الأسواق الأوروبية، وهو ما يمنحه فهمًا عميقًا لأهمية المحاصيل ذات القيمة المضافة في دعم الاقتصاد المحلي.

وتشكّل مشاريع مثل زراعة الزعفران رافعة حقيقية للاقتصاد الزراعي المحلي في ريف دمشق، إذ توفر فرص عمل، وتعزز تنويع الإنتاج الزراعي، وتفتح باب التصدير أمام منتجات سورية نادرة وعالية الجودة.

في هذا السياق، تشجّع مديرية زراعة دمشق وريفها على التوسع في مثل هذه المشاريع الاستثمارية الواعدة، باعتبارها خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الجبلية.

ويؤكد مختصون أن نجاح تجربة زراعة الزعفران في النبك قد يجعل من القلمون مركزًا مهمًا لإنتاج هذا “الذهب الأحمر” في سوريا، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويوفّر مصدرًا جديدًا للدخل للمزارعين في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة