الرستن: الازدحام المروري والسرعة الزائدة خطر يهدد حياة السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشهد مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي ازدحامًا مروريًا خانقًا على طرقاتها الداخلية، في ظل غياب حلول هيكلية لمعالجة أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، وتهدد حياة السكان، خصوصًا مع بدء العام الدراسي الجديد.

وتعود جذور الأزمة إلى تدمير “جسر الرستن الكبير”، الذي كان يربط شمال سوريا بجنوبها، خلال القصف الروسي على الجسر قبل عدة أشهر، ما دفع إلى تحويل مسار الطريق الدولي إلى داخل المدينة.

ويقطن الرستن اليوم أكثر من 85 ألف نسمة، بعد عودة أعداد كبيرة من النازحين إليها، رغم الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة القصف المكثف الذي تعرّضت له المدينة على مدار ثماني سنوات من الصراع، حين كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة.

ومنذ تدمير الجسر، أصبحت شوارع المدينة، المصممة أصلاً لخدمة حركة السكان المحليين، ممرًا إجباريًا للشاحنات والمركبات العابرة بين المحافظات، ما أدى إلى اختناقات مرورية يومية وحوادث قاتلة.

كوارث على حياة السكان

يقول مراد سعد الدين، أحد أبناء المدينة، في حديث لمنصة سوريا 24: “بعد تدمير جسر الرستن الكبير، الذي يربط شمال سوريا بجنوبها، من قبل النظام البائد أثناء معركة ردع العدوان لمنع تقدّم قواته، تم تحويل مسار الطريق الدولي M5 إلى داخل مدينة الرستن، التي يبلغ عدد سكانها حاليًا أكثر من 85 ألف نسمة. وقد تعرّضت المدينة خلال ثماني سنوات من تواجد فصائل المعارضة فيها لقصفٍ مكثف بكافة أنواعه من قبل النظام البائد”.

وأضاف: “اليوم، تُعد الرستن مدينة منكوبة من جميع النواحي الخدمية، وأبرزها قطاع الطرق، الذي بات يشكّل كارثة حقيقية على حياة السكان، خصوصًا مع بدء العام الدراسي، فقد أدّى تحويل حركة السير عبر شوارع المدينة إلى وقوع أكثر من 10 حالات وفاة بسبب السرعة الزائدة”.

وتابع: “ورغم محاولات مبادرات شعبية، مثل منتدى الرستن التنموي، التي وضعت مطبّات صناعية على الطرقات، فإن هذه الحلول لم تُجدِ نفعًا، خاصة مع ازدياد استخدام سيارات حديثة لا تتأثر بهذه المطبّات، وقد وجّه السكان مناشدات متكررة إلى قيادة شرطة محافظة حمص لوضع إشارات مرورية ونشر دوريات مرور على الطريق الذي تسلكه المركبات العابرة، بهدف الحد من الحوادث والسرعات الزائدة”.

الخطر يكمن في الطرق الفرعية

من جهته، يشير محمود سليمان، من سكان ريف حمص الشمالي، في حديث لمنصة سوريا 24، إلى أن المشكلة لا تقتصر على شوارع الرستن الرئيسية، بل تمتد إلى الطرق الفرعية المؤدية إلى الأوتوستراد، فيقول: “ثمّة مشكلة كبيرة، خاصة بعد تضرر جسر الرستن والطريق الرئيسي المؤدي إلى الأوتوستراد، فقد جرى تحويل حركة السير إلى داخل مدينة الرستن عبر طريق واحد فقط”.

وتابع: “الخطر الحقيقي يكمن في الطرق الفرعية المؤدية إلى الأوتوستراد الرئيسي، إذ إنها طرق خطرة جدًا. يطالب السكان بوضع دوريات مرورية في تلك المناطق، وفي تلك التقاطعات، لتنظيم حركة المرور، خصوصًا في أوقات خروج الطلاب من المدارس، وعندما تأتي سيارة من الاتجاه المعاكس”.

وأشار إلى أن الأوتوستراد هو أول طريق رئيسي وقد أصبح طريقًا نظاميًا، لذلك، فإن المشكلة هنا كبيرة، والازدحام داخل مدينة الرستن شديد، حسب تعبيره.

مطالبات بتخفيف الأزمة الحاصلة

ويطالب أهالي الرستن اليوم بتدخل عاجل من محافظة حمص والجهات المعنية في وزارة النقل، لإيجاد حلول مستدامة، تبدأ بنشر دوريات مرورية دائمة، وتركيب إشارات ضوئية عند المدارس والتقاطعات الخطرة، وصولًا إلى الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل الجسر أو بناء جسر بديل يعيد توجيه حركة المرور العابرة خارج النسيج السكاني للمدينة.

يُشار إلى أن عبد الرزاق الخطيب، منسق قسم المشاريع في الدفاع المدني السوري، أكد في حديث لسوريا 24، نهاية آب الماضي، أن أعمال إعادة تأهيل جسر الرستن تشمل المسربين الرئيسيين بعرض 8.5 أمتار لكل منهما، إضافة إلى جزيرة وسطية وأرصفة جانبية.

وبيّن أن الجدول الزمني المخطط لإنهاء الترميم هو مع بداية عام 2026، وبعدها سيتم تسليم الجسر إلى المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، التي ستتولى وضع خطة صيانة دورية ومنتظمة للجسر بعد إعادة تشغيله.

مقالات ذات صلة